TRENDING
محمد رمضان في


فتح محمد رمضان عن صدره، لمّع بشرته وأظهر عضلاته الستّ، ونزل إلى ساحة الوغى. لم يتوعّد ولم يتوارَ خلف حاجز، بل فتحها منافسة ومجاهرة ومشاجرة. "أنا أنت".

محمد رمضان في "أنا أنت" قال كل ما يمكن أن يقوله بلطجي الشارع. هو ميسي إن ركض، وهو الناجح المرعب، وهو الكسيب الصريف، صاحب الكفّة الطابشة. هو جعفر، والمافيا، والحوت، هو هو... وغيره؟ الفاشل، النادب، "إش إش"، وسمك السلمون، والضعيف، والفقير.


التقليعة المرعبة

"نمبر وان" يريد الواجهة بأي ثمن، حتى لو اقتضى الأمر أن ينزل إلى الشارع، ويفاخر بنفسه، ويدقّ على صدره، ويغني كأنه يتحدّى ويمنّن الآخر.

"أنا أنت" تقليعة محمد رمضان الشبيهة بكل زوابعه المرعبة، التي تحتاج أفقًا يتّسع لها ويتحمّلها. يعتدّ بنفسه كأنه شمشون عصره، لكن من دون شعر طويل، استبدله بنظارات سوداء وصدر يلمع.

محمد رمضان في "أنا أنت" عنتر الزقاق الفاجر، مع موسيقى، وعلى طريقة الراب، أولئك الذين يغنون ببنطالٍ هابط وصدر عارٍ، ومع سوابق وخريجي المافيات.

مافياوي أصيل وتاجر جيّد

يدفع رمضان الغالي والثمين من أجل الاستعراض. وهذه المرّة دخل الحلبة يفاخر تحت غطاء الغناء والموسيقى، ويشيّد بعضلاته الوجودية قوةً ومكانةً ومالًا.

ما سمعناه ليس فنًا، بل تجارة تحت مسمّى الفن. ورمضان تاجر جيّد، وكما قال عن نفسه: "مافياوي أصيل".

لا شك أن محمد رمضان ذكي. لا يهتز أمام نقد ولا أمام رفض، بل يرفع صوته أكثر، ويشمّر عن ساعديه، ويعرّي صدره، ويقول كلّ ما في باله، فخورًا بإنجازاته، ملتصقًا أكثر بذاته، متباهياً بأنه جعفر، وغيره "إش إش".

هو أسد الغابة، وغيره "درجن". لا نعرف ما هو "الدرجن"، لكن لا شك أنه شيء تافه. بمنظار رمضان، كل ما يخصّه له شأن عالٍ، أما سواه فمنحطّ.

طباخ العدم

"أنا أنت" ليست غناءً ولا أغنية. بل شيء رمضانيّ الهوى. لم يعد يملك سوى عضلاته، ولياقته، وفتحة قميصه، ونظاراته.

يحب رمضان إثارة الجدل، والطرق على أبواب العدم، وتحفيز الحشريين والضوضائيين، وتلقيم عقول من يحبّون البصبصة على الترهات العدمية البشعة.

وهو يجيد هذا النوع من "الطبخ".

يقرأون الآن