محمود نصر دخل سرب الكبار وصار واحداً منهم. مسلسل "كريستال" جعل من الشاب الوسيم وجهة للأنظار، حلماً يدغدغ عقول الصّبايا، وقامة تُشتهى في خيالات الحب.
د. جواد أتى تتويجاً لمسيرة فنية قدمها نصر منذ عام 2006 فصار نجماً تفتح له الأمكنة رحابة وتقديراً. ظنه البعض أنه وجه جديد واكتشاف ثري للأعمال الدرامية. هو الذي خاض غمار العديد من الأعمال بطولة منها في "دانتيل" و"قناديل العشاق" إلى جانب الممثلة سيرين عبد النور. ويعتبر أفضل أعماله مسلسل "الندم" من إخراج الليث حجو.
فارس يدغدغ أحلام الصبايا
"كريستال" اختصر كل المسافات ورفع النجم عالياً فوق قمة النجاح. رجل تتقاتل عليه إمرأتان عليا وفاي. بطلتان معجونتان من نار وجمال وأنوثة تتخبطان من أجل نيل حب الطبيب الثري والوسيم. فصار صورة الحبيب المبتغى لكل من تابع العمل.
استطاع الدكتور جواد أن يخترق القلوب بدماثته وانسانيته وحبه للبنت الفقيرة فصار فارساً يدغدغ القلوب الضعيفة الحالمة. دخل محمود نصر في الدور جلياً فصدقناه بكل ذرة فيه. مسحة الحب واللطافة كانت مدوية فصرخت فينا ورددنا صداها حب وتقدير في المقابل.
مشى جواد كل دروب الحب: عشق وخذلان وخيانة واحباط وطيران. وعرف كيف يسلك في ممراته ويعطي صورة العاشق الذي لا يهتز أمام تقاليد المجتمع والفرضيات العائلية. أمسك محمود نصر بالدور جيداً متكئاً على موهبة وطلة خدمته في دور حبيب تتنافس عليه الصبايا.
الملامح المتخبطة
لم يبق جواد على طيبته فهو الذي خذل عليا في البداية ثم عاد لينتقم من فاي بعد ذلك بأبشع طريقة ممكنة. إذ مهد أمامها الطريق لتأتي إليه تحت شعار الحب القديم، وبعد أن أخذ غايته منها باسم الحب، رذلها وهي تقدم كليتها على فراشه. وبعدها أكله الندم فعاد إليها متوسلاً العودة.
هنا بدأ المشاهد يتخبط أمام تعابير محمود نصر هل فعلاً هذه ملامح الندم والحب. لم نعد نميّز ما هي حقيقة المشاعر الصادقة ولم نعد نفرق بين الغضب والرجاء أو الحب والكره. اختلطت علينا تقاسيم الأداء والشخصية. فلا الرقة واضحة ولا الحزن جلي والغضب هو الملمح الأكثر قراءة. فقط النص هو الذي يدلنا على محتوى الشخصية والدور.
شيء ما من الوهج رحل لدور جواد في آخر حلقات "كريستال". فهو الذي كان يناصر الضعيف ويترأف بالمظلوم ويعاند الغلط صار مجبولاً بالانتقام والسم وعدم المصداقية. وتعابيره تشي بكل هذا. بانتظار أن تفك عروة النهاية لنعرف ما هو مصير الحب بين جواد وفاي. فلا يقين يظهر حتى الأن. التخبط دائر حتى تلفظ النهاية أنفاسها.
حقائق عن بطل "كريستال"
محمود نصر بعد "كريستال" لن يكون كما قبله. سيصبح الإسم الذي يترقبه المشاهد ويتبع أثره أينما حلّ. هذه النجومية سيكون حملها ثقيلاً لأن العيون شاخصة والتطلب كبير. لكن المحترف لا يخاف من هذه الأحمال.
نصر تاريخه حافل بالتحديات والنجاحات منذ البدايات، فبعد تخرجه من المعهد، مُنح لاجتهاده منحة إلى فرنسا لدراسة الفن هناك وعاد إلى المعهد المسرحي كمعيدٍ لمدة فصل دراسي واحد، بدايته الفنية كانت في السنة الثالثة في المعهد، حيث شارك في مسرحية "نفق" من إخراج الفنان فايز قزق ونال عنها جائزة أفضل ممثل.
في عام التخرج من المعهد شارك في مسلسل "سقف العالم"، أما الانطلاقة الحقيقية فكانت عام 2007، عندما آمن المخرج محمد الشيخ نجيب بموهبة نصر وأسند إليه دورًا في مسلسل "ممرات ضيقة".
وهو الآن يشد الرحال بالعودة نحو الدراما السورية في تصوير عمل جديد إلى جانب سلافة معمار وإخراج رشا شربتجي سيعرض في رمضان المقبل.
سيبقى الشوق يلف المشاهد حتى نرى محمود نصر في أدوار جديدة بعيداً عن الرومانسية والحب، وهو يتلون بالأداء المفتوح على كل الوجوه والشخصيات.