عادت مواقع التواصل الاجتماعي المصرية إلى دائرة الجدل الساخن مجددًا، بعدما تصدّر فيديو راقص لفتاة تُدعى "نور تفاحة" قائمة الأكثر تداولًا على منصات مثل تيك توك وفيسبوك. الفيديو، الذي قُدّر أن مدته لم تتجاوز دقيقتين، التُقط في إحدى حفلات الساحل الشمالي وظهرت فيه الفتاة شبه عارية وهي تؤدي حركات راقصة وإيحائية أثارت موجة استياء واسعة.
الفتاة التي تبين لاحقًا أن اسمها الحقيقي سجا أشرف وتبلغ من العمر 16 عامًا، أصبحت في صدارة "ترندات" مصر الرقمية، وسط دعوات متضاربة بين من يرى أن ما فعلته يدخل ضمن "الحرية الشخصية"، ومن اعتبر ما قامت به تهديدًا مباشرًا للقيم الأخلاقية والعادات المجتمعية.
من هي نور تفاحة؟
سجا أشرف أو كما تُعرف على منصات التواصل بـ"نور تفاحة"، استطاعت رغم حداثة سنها أن تخلق جدلاً واسعًا بمحتوى مثير للجدل، معظمُه يدور في فلك الرقص والمظاهر الجريئة التي تُنشر على حساباتها الشخصية. ظهرت أكثر من مرة في حفلات خاصة بالساحل الشمالي، المنطقة التي أصبحت مرتبطة إعلاميًا بسلوكيات خارجة عن المألوف، حسب تعبير المتابعين.
تفاصيل الفيديو: مشهد لم يتجاوز الدقيقتين فجر أزمة
ظهر في الفيديو عدد من الشباب حول نور تفاحة وهي ترقص بملابس بحر جريئة، على أنغام موسيقى صاخبة، مع لقطات حملت إشارات وعبارات وُصفت بأنها "خادشة للحياء". وسرعان ما انتشر الفيديو بشكل غير مسبوق، وشاركته حسابات متنوعة، من مجموعات فيسبوك وصولًا إلى صفحات إخبارية.
حملات غضب ووسوم مشتعلة
بمجرد انتشار الفيديو، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات غاضبة، مع تزايد الأصوات المطالبة بمحاسبة كل من يروّج لهذا النوع من المحتوى، بل وصل الأمر إلى مطالبة البعض بإغلاق الحسابات المتورطة في النشر أو الترويج لمثل هذه الفيديوهات.
تدخل قانوني سريع.. والقبض على الفتاة
لم تتأخر الأجهزة الأمنية المصرية في اتخاذ الإجراء المناسب، حيث أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي عن القبض على الفتاة نور تفاحة يوم 19 يونيو 2025، وذلك بعد رصد حساباتها ومقاطع الفيديو التي وصفتها بـ"الخادشة والمحرّضة على الفسق والفجور".
وقد تقرر حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة نشر محتوى يهدد القيم المجتمعية، وتحقيق الربح من خلال وسائط إلكترونية غير أخلاقية.
المذيع الفرفوش.. الاسم الآخر في القضية
أزمة نور تفاحة لم تكن فردية، بل تزامن معها ظهور اسم البلوجر المعروف بـ*"المذيع الفرفوش"* واسمه الحقيقي سيد غنيم، الذي ظهر معها في عدة مقاطع مصورة. وقد ألقت الجهات الأمنية القبض عليه أيضًا، متهمةً إياه بنشر فيديوهات وصفها البيان الرسمي بأنها "ابتذال علني" و"محتوى استعراضي ساخر غير لائق".
القاصرون والمحتوى المثير: أزمة تتكرر
واقعة نور تفاحة أعادت إلى الأذهان قضايا مشابهة، مثل حنين حسام ومودة الأدهم، ممن واجهن اتهامات مماثلة سابقًا. الأمر الذي يطرح تساؤلات حادة حول دور الأسرة والرقابة المجتمعية، ومدى تأثير المكافآت الرقمية (من شهرة وربح مادي) في دفع المراهقين لسلوكيات غير محسوبة.
القانون المصري: العقوبة قد تصل للسجن
ينص قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية في مصر على معاقبة كل من ينشر محتوى خادشًا أو فاضحًا، بالسجن والغرامة، مع مضاعفة العقوبة في حال القاصر أو التربح. في حالة نور تفاحة، فإن عمرها الصغير يُدخل القضية في إطار حماية الطفل، مما يستدعي دراسة بيئتها الاجتماعية وتقصي مدى تقصير الأسرة.
أزمة قيم في زمن تيك توك
يرى خبراء اجتماعيون أن هذه الحوادث تعكس أزمة قيم أعمق من مجرد مشاهد عابرة، حيث أصبحت منصات الفيديو القصير بيئة خصبة لانحرافات سلوكية، في ظل غياب التربية الإعلامية والتعليم الرقمي في المدارس.