TRENDING
Leave the world behind لـ جوليا روبرتس.. فيلم مرهق نفسياً

Leave the world behind”" أترك العالم وراءك" فيلم جديد بطولة جوليا روبرتس يعرض على منصة "نتفليكس".

  فيلم إثارة نفسي أميركي مروع لعام 2023 من إنتاج وتأليف وإخراج سام إسماعيل.

 مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب رومان علم. وهي من أكثر الروايات مبيعاً.

 نجوم الفيلم جوليا روبرتس، ماهر شالا علي، إيثان هوك، ميهالا، وكيفن بيكون وهم يحاولون فهم الانهيار التدريجي في الهواتف والتلفزيون والتكنولوجيا الذي يشير إلى كارثة محتملة.

فيلم ليس للمتعة النفسية بل فيلم مرهق نفسياً. فكرة نهاية العالم هي المسيطرة على أجواء الفيلم يتخلل ذلك المشاكل العرقية والطبقية التي تؤسس لهذا الانهيار. وكيف يسعى أعداء اميركا إلى تقويضها.


فيلم مستفز بكل ما فيه من سوداوية، يأخذك في رحلة من المخاوف والقلق والتعب.

بداية الفيلم مبشرة بالأمل والتفاؤل فالزوجان كلاي وأماندا يذهبان في رحلة لاستئجار منزل بعيد عن المدينة وقضاء عطلة سعيدة برفقة أبنائهما المراهقين.

المنزل الفاخر ينبىء بأحداثٍ جميلة ستحصل ومغامرات لطيفة ستكون بطلتها "أماندا" (جوليا روبرتس)، لكن الذي يحصل عكس ذلك تماماً. تبدأ الأحداث بالتّفجر مع قدوم باخرة تائهة عملاقة نحو الشاطئ تجرف كل شيء أمامها.


جوليا روبرتس في دور الغرابة

وجه أماندا في كل الفيلم متجهم. شخصية سلبية خائفة تملؤها الشكوك والعصبية والنّفور من كل شيء ومن كل شخص.

سنتعرف على ملامح جديدة للممثلة المحبوبة يعلوها القنوط والفزع. سيراودنا الشك إن كانت هذه هي الممثلة التي حفظنا تاريخها وأدوارها.

جوليا هنا في حلة جديدة شخصية منفرة وتعبة وينتقل لنا هذا الشعور. آثار العمر بادية على محياها دون أي روتشة. ننتظر ابتسامتها التي علقنا بها لكن لن تكون موجودة أبداً.


الحبكة السوداوية

معظم أحداث الفيلم تدور داخل المنزل الفاخر الذي ستتحول الحياة فيه إلى كابوس. في لحظة تنقلب كل مشاهد الراحة إلى توجس وخوف. سيما عندما يأتي صاحب البيت المؤجر مع ابنته ليشاركهم المبيت، لأن الرحلة إلى المدينة مستحيلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وتبدأ احداث الانهيار تظهر: تعطل في الانترنت وأقنية التلفزيون والهواتف. الطرقات تعج بالسيارات المتصادمة حركة الطيران تنهار وتسقط الطائرات حتى الحيوانات تبدأ بالهجرة. يبدأ العالم من حولهم بالانهيار وكل شخص يظهر على حقيقته.

الأزمات تظهر الناس على حقيقتها

أفراد تملؤهم الأنانية والروح الإنسانية شبه معدومة تعم روح التناقض وعدم الاهتمام وكل شخص في الفيلم يفكر على ليلاه. لا شيء يجمع بينهم لا كارثة لا خوف لا محبة لا تفاهم. حتى هذا النفور والتناقض موجود داخل أفراد العائلة.

الأم مشغولة بشكها وقلقها دون أن تثق أو ترحم. حتى المصيبة لا تكون حافزاً للجمع. الأب أو الزوج أكثر إيجابية لكنه لا يتفق مع آراء زوجته. الإبن يعيش في عالمه الخاص الفارغ التافه، الكون ينهار من حوله وهو مشغول بمؤخرة صبية. الإبنة لها عالمها الخاص البعيد كل البعد عن عالم عائلتها قادرة أن تستشعر الخطأ والخوف قبل غيرها. وكأن هذه الطفلة أكثر الهاما وأكثر يقظة من غيرها.

تبدأ الأحداث بالاحتدام والخوف يصبح متعالياً. تبدأ النفوس بالتغير يجمعهم المصير الواحد الذي يبدو أقرب إلى الفناء. وتبدأ الدفاعات من نوع آخر فيه المؤازرة أكثر.

فيلم نفسي بامتياز فيه نوع من استشراف أو تنبيه لماهية العالم.  كون متصدع يعمه عدم الحب واللهث خلف التكنولوجيا، وتحُكّم فئة معينة بمصير هذا العالم قادرة على السيطرة وتقويضه ساعة تشاء.


النهاية التائهة

نهاية الفيلم غير متوقعة. نهاية ضائعة لبداية عالم ينهار. المدينة تحترق. العائلة مشرذمة. أبطال الفيلم غير مجموعين في بقعة. نهاية تصلح لبداية عمل آخر. نهاية مفتوحة على المطلق. تترك فيك حسا مبهما، ماذا فعلت بنفسي خلال أكثر من ساعتين من مشاهدة فيلم لا يقود سوى للتوتر، لا تعرف أين هم الأبطال الذين رافقتهم في معاناتهم النفسية. نهاية تضيف على التشاؤم جرعة كبيرة. 

 

يقرأون الآن