حقق مسلسل "معاوية"، الذي يُعرض على قناة MBC ومنصة "شاهد"، انطلاقة قوية مع عرض حلقته الأولى، حيث أثار تفاعلاً واسعًا بين المشاهدين.
وشهد العمل إشادات عديدة من الجمهور، الذين أثنوا على قوة الحوار، روعة الأداء، والإنتاج الضخم.
في المقابل، عقد البعض مقارنات بينه وبين مسلسل "عمر"، أحد أبرز الأعمال التاريخية التي عُرضت في السنوات الأخيرة، بينما أثارت الحلقة الأولى جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى توافق الأحداث مع المصادر التاريخية.
بدأت الحلقة بمشهد يجمع هند بنت عتبة مع مولودها معاوية بن أبي سفيان، وسط احتفالات عائلية بقدومه، حيث وصفته بأنه "إنجازها الوحيد"، في إشارة إلى الطموحات الكبيرة التي وضعتها له.
وتوالت الأحداث لتكشف عن مراحل نشأته والتدريبات التي خاضها في طفولته، قبل أن تصل إلى لحظة محورية في حياة والدته، بعد مقتل عدد من أفراد أسرتها في غزوة بدر، ما جعلها تتوعد بالثأر، وهو ما انعكس لاحقًا على توجهات معاوية وطريقة تفكيره.
المسلسل قدّم شخصية معاوية بن أبي سفيان كنموذج قادر على رؤية الأمور من زوايا مختلفة.
حيث أظهر معاوية قناعته بأن انتصار قريش في غزوة أحد لم يكن نتيجة تخطيط محكم، بل بسبب خطأ فردي من المسلمين.
كما عبّر عن استيائه من عدم قدرتهم على استعادة شقيقته رملة، التي كانت من أوائل من دخلن الإسلام، وهو ما أضاف بُعدًا نفسيًا إلى تطور شخصيته.
وتواصلت الأحداث وصولًا إلى اللحظة المفصلية، حيث أعلن معاوية إسلامه عند فتح مكة، في مشهد مؤثر يُبرز نقطة التحول الكبرى في حياته، وهو الحدث الذي رسم مسارًا جديدًا لرحلته السياسية والدينية.
يُعد "معاوية" من أضخم الإنتاجات الدرامية التاريخية التي قدمتها "MBC" خلال السنوات الأخيرة، حيث يستعرض المسلسل سيرة معاوية بن أبي سفيان منذ طفولته وحتى تأسيس الدولة الأموية.
ويشارك في بطولته لجين إسماعيل بدور معاوية، إياد نصار بدور علي بن أبي طالب، سامر المصري بدور عمر بن الخطاب، أيمن زيدان بدور عثمان بن عفان، إلى جانب غانم الزرلي في دور يزيد بن أبي سفيان وأسماء جلال في دور زوجة معاوية.
تم تصوير العمل في تونس، مع استخدام أحدث تقنيات التصوير والمؤثرات البصرية، تحت إدارة المخرج أحمد مدحت، ليقدّم تجربة درامية تاريخية غير مسبوقة، تجمع بين الدقة البصرية ورواية الأحداث بأسلوب مشوّق.