أثار الفنان المصري محمد عطية موجة من الجدل والتأييد في آنٍ واحد، بعد نشره منشورًا مؤثرًا عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، ينتقد فيه بشدة ظاهرة تصوير مشاهد ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى، ومشاركتها على نطاق واسع بوصفها محتوى طريفًا أو مسليًا.
وقال عطية في منشوره:
«كل عيد أضحى تنتشر نفس الفيديوهات التي يظهر فيها الحيوان وهو يهرب هلعًا من الذبح، يحاول النجاة بروحه، بينما يُعاد نشرها وكأنها مشاهد فكاهية تستحق الضحك. أشعر كل مرة أراها بمدى الوحشية والسادية التي يتمتع بها بعض البشر حين يضحكون على كائن يحاول التمسك بحياته».
وتابع معبرًا عن رفضه الكامل لهذا السلوك، قائلاً:
«تخيل أن ابنك أو ابنتك يركض هربًا من مجموعة من السفاحين يحملون سكاكين ليذبحوه، والناس تشارك الفيديو وتضحك على مهارته في الهروب. إنه أمر سيكوباتي ومرعب حقًا».
واختتم منشوره بتهنئة العيد قائلاً:
«الفيديوهات دي مش مضحكة بالمرة. وعُمري ما فهمت إيه المضحك فيها. كل سنة وأنتم طيبين، وعيد سعيد عليكم».
هل هاجم محمد عطية الشعائر الدينية؟
منشور عطية لا يهاجم الشعائر الدينية بقدر ما يُسلط الضوء على الجانب الأخلاقي والإنساني المرتبط بطريقة تداول هذه المشاهد. فبينما يُعد ذبح الأضاحي طقسًا دينيًا له أصوله وثوابُه، إلا أن تحويل لحظة رعب الكائن الحي إلى "مادة للضحك" أو "ترفيه جماعي" يكشف عن إشكالية عميقة في الوعي المجتمعي تجاه الألم ومعاناة الآخرين – حتى لو كانوا حيوانات.
وقد أشار عطية إلى انحدار في حسّ التعاطف والرحمة، وتساءل بمرارة عن الدافع وراء الاستمتاع بمشهد هروب كائن حي من الموت، مقارنة بمشهد مماثل لبشر، مما يُبرز نقدًا أخلاقيًا للفتور العاطفي والانفصال عن المعاناة الحقيقية.
رسالة محمد عطية: هل آن الأوان لإعادة النظر؟
ينضم عطية بهذا المنشور إلى أصوات أخرى بدأت تتساءل عن كيفية ممارسة الطقوس الدينية دون أن نفقد إنسانيتنا في التفاصيل. فهل بات من الضروري أن نُعيد النظر في طريقة تعاملنا مع الأضاحي؟ وهل نحتاج إلى تثقيف مجتمعي حول الرفق بالحيوان كجزء لا يتجزأ من الشعائر الدينية؟