TRENDING
كلاسيكيات

ليال الرحباني ابنة فيروز.. رحلت في عز شبابها وشقيقتها ريما اتّهمت عمها منصور بإطلاق شائعة وفاتها "أوفردوز"

ليال الرحباني ابنة فيروز.. رحلت في عز شبابها وشقيقتها ريما اتّهمت عمها منصور بإطلاق شائعة وفاتها

كم من وجعٍ في حياة السيّدة فيروز، التي أعطتنا ذاكرة من حنين وصوتاً نغتسل به من كل آلام الدنيا. وهي من يعزي أحزانها وآلامها؟

في هذه الأيام في عز الشتاء من عام 1988، رحلت ليال الرحباني ابنة عاصي الرحباني وفيروز. وقبل أقل من عامين كان قد رحل عاصي الرحباني في أوائل صيف عام 1986.

حرقتان في الزمن الصعب والحرب مشتعلة تشّلع الوطن، وسيدة الصوت صامدة كجباله، كبحره ونهره وعاصمته التي تدك كل يوم بقنابل الموت والحرب الخسيسة.

"تاري الأحبة ع غفلة بروحوا ما بيعطوا خبر"، فيروز التي جُربت بالكثير من الأحزان والمآسي لم تخذل ناسها وبقيت القمر الذي نعود اليه عندما تعم الظلمة والشمس التي نبدأ فيها أيامنا عندما يجافينا الأمل. بقيت قدرنا الجميل وهي أقدراها مكدرة.

من هي ليال الرحباني؟

ليال هي الابنة الثالثة المولودة في عام 1960 بعد زياد المولود في عام 1956 وهالي المولود عام 1958.

يقول زياد الابن البكر لفيروز أنّ ليال كانت تشبه والدته كثيراً والأكثر تعلقاً بها. درست اللغة الفرنسية والعلاقات العامة في الجامعة الأميركية في بيروت. وعملت في احدى الشركات العالمية للتجارة.


ليال في عيون أختها ريما الرحباني

لا نعرف الكثير عن ليال إلا ما روته أختها ريما الرحباني "إنهم في أوائل عام 1988 من شهر كانون الثاني\يناير جلسوا جميعا هم وفيروز يشاهدون حفلة لها على التلفزيون، ويعلقون على الموضوع. تلك كانت آخر ليلة تجتمع كل العائلة" ثم أكملت أنه في هذا اليوم بالذات كانت ليال مصرة أن تعتني بهالي اخوهم المقّعد، رغم أنه كان دور ريما.
وقالت ريما “تركتهم ودخلت لأنام وفي الصباح عند الساعة العاشرة استيقظت ومررت من أمام غرفتها، رأيتها، كانت لا تزال نائمة، وكنت معتادة عند استيقاظي ألا أجدها، لأنها تذهب إلى عملها باكرا في الإذاعة. لمستها ووجدت يدها مثلجة، جريت مسرعة واتصلت بالطبيب وقال لي أن تأري لها بعض الإسعافات".
 ومن ثم أكملت أنها لم تجد جدوى، أمها فيروز ونقلتها إلى المستشفى حيث قضت ليلة في العناية المركزة ورحلت بعد 48 ساعة.

وتم تشخيص المرض بأنه انفجار بالدماغ، المرض نفسه الذي توفي به الوالد عاصي الرحباني. لتفارق ليال الحياة عن عمر 29 سنة من عام 1988.


رحيل ليال وشائعة أطلقها منصور الرحباني

وكانت ريما الرحباني ابنة السّيدة فيروز، قد خرجت عن صمتها قبل ثلاث سنوات، وكشفت تفاصيل للمرّة الأولى عن عمّها الراحل منصور الرحباني، وقالت إنّ هذا الأخير كان وراء شائعة وفاة شقيقتها ليال "أوفردوز، وقالت إنها لا تستطيع السكوت عندما تقرأ على صفحتها جملة من عيار أنّ ليال كانت تعاني من مشاكل، وأنّه كان ثمّة خلافات عائلية بين فيروز وعاصي، وأنّها هي نفسها حقودة وتنتقم من أولاد عمّها.

وتساءلت ريما كيف عليها أن تصمت عندما تتم الإساءة إلى أختها ليال وقالت "هذه أختي حبيبة قلبي التي ظُلمت حتّى بموتها وحُسدت عليه".

وسردت تفاصيل للمرّة الأولى عن رحيل اختها، وكتبت "في يوم رحيل ليال وقبل رحيلها بيوم تحديداً، عندما انفجر دماغها مثلما انفجر دماغ عاصي، جاءت القبيلة الرحبانية اصطفوا مرعوبين خوفاً أن يكون المرض بالوراثة، متناسين أن ليال كانت لا تزال غائبة عن الوعي في العناية! بين الحياة والموت، كانوا يسألون الأطباء الذين تجمّعوا حولهم عن وضعهم هم لا عن وضع ليال. كان يوم اثنين، وكنت أحاول أن أكون قوية لأني لا أؤمّن أنّني أستطيع أن أنهار بوجود هذه القبيلة. الثلاثاء صباحاً سمعت خبر وفاة ليال على إذاعة لبنان الحر، كانت لا تزال موجودة في العناية! اتصلت بالإذاعة معميّة من الغضب فأخبروني أن مصدر الخبر هو عمي منصور. اضطررت كالعادة إلى الصمت، وابتعلت وجعي وحيدة، ويوم الأربعاء ماتت ليال".


وتابعت ريما  "واكتشفت بعد زمن انّ عمّي منصور أيضاً هو من كان وراء خبر وفاتها أوفردوز، وسكتت لأننا كبار والكبار يسكتون".

وقالت ريما إنّ السكوت هو الذي دفع بعائلة عمّها إلى تشويه الحقائق، وتزويرها لدرجة أنهم هم أيضاً صدّقوا الكذبة بحسب ريما.

وختمت ريما قائلة إنّها ما كانت لتقول ما كشفته لو لم يرفعوا هم السقف، وأشارت إلى أنّه لم يبق من العمر أكثر مما مضى، وإنه كان لزاماً عليها أن تضع النقاط على الحروف.

رثاء ريما لأختها ليال

وبشيء من الرثاء وبحرقة الأخت والعودة نحو زمن الوجع الذي لا ينطفئ كتبت ريما الرحباني على صفحتها في الفايس بوك في ذكرى رحيل ليال:

"مِشْ وَحْدِي بكِيتْ علَيكِ

نهَار اللّي ودَّعْتِكْ،

السَمَا كَمَانْ..

مِشْ وَحْدِي زعِلْتْ علَيكِ

نهَارْ اللّي وَدَّعْتِك،

الدِنِي كَمَانْ..

الشَجَر الطرْقَاتْ البَحْر..

مِتْلِي.. كَمَانْ..

كِلُّن ودَّعُوكِي

كِلُّن زِعْلًوا علَيكِ..

مِشْ وَحْدِي أَنَا

بكِيتْ

بَسْ وَحْدِي أَنَا

بقِيتْ

عَمْ فَتّشْ علَيكِ..

۲۷ كانون التاني 1988".

 

يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Hawacom TV (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق أحكام قانون حماية الملكية الفكرية

يقرأون الآن