أعلن مهرجان موازين – إيقاعات العالم عن حفل غنائي مميز يحييه الفنان محمد فضل شاكر على منصة النهضة في العاصمة المغربية الرباط، مساء السبت 28 حزيران/يونيو 2025.
أمسيةٌ وصفها المنظمون بأنها "مليئة بالحنين والصوت الأصيل"، في محاولة لتقديم محمد كامتداد لفن الطرب الجميل، ونبرة إحساس تراهن على الإرث قبل التجربة. لكن الإعلان، رغم زخمه العاطفي، يفتح الباب لتساؤلات جوهرية:
هل يكفي أن يكون الفنان "ابن فضل شاكر" ليصنع اسمه؟
وهل تمنحه الكنية بطاقة عبور فنية في عالم تغيّرت معاييره؟
إرث ثقيل... واسم مثير للجدل
محمد فضل شاكر يملك من الصوت والإحساس ما يُرضي الذائقة الطربية، لكنه يحمل أيضًا إرثًا فنيًا وإشكاليًا في آن، بحكم ارتباطه باسم والده الفنان اللبناني المعتزل والمتواري عن الأنظار، فضل شاكر، الصادر بحقه حكم غيابي منذ أكثر من 12 عامًا، بعد أحداث عبرا، والمقيم منذ ذلك الحين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، خارج سلطة الدولة اللبنانية.
وجود اسم "فضل شاكر" وحده كفيل بإثارة الجدل، حتى إن ارتبط اليوم بابنه الشاب، الذي يحاول أن يشق طريقًا فنية مستقلة. لكن هل يمكن فصل الفن عن السياسة؟ وهل يستطيع محمد أن ينأى بنفسه عن ظل والده الطويل وهو يعتلي منصة مهرجان دولي ضخم كمهرجان موازين؟
محمد: "دُفعتُ ثمنًا لشيء لم أرتكبه"
في أكثر من تصريح سابق، تحدث محمد فضل شاكر بوضوح عن الأثر الذي تركه وضع والده على مسيرته الفنية. وقال:
"أنا حوربت كثيرًا بسبب اسم والدي. دفعت ثمن شيء لم أرتكبه، وحُكم عليّ قبل أن أُغنّي نغمة واحدة."
تصريح يعكس المرارة التي يشعر بها فنان شاب وجد نفسه متهمًا سلفًا فقط لأن اسمه يرتبط بقضية شائكة لم يكن له أي دور فيها.
بين صوت الأب وصمت الجمهور
فضل شاكر، رغم ابتعاده عن الساحة الفنية واختبائه، لا يزال يُطلق أغانٍ بين الحين والآخر من داخل المخيم، لكنها تمرّ بهدوء، دون أن تترك الأثر الذي كان يرافق صوته في سنوات المجد. فهل يمكن لمحمد، الذي لا يحمل تاريخًا فنيًا طويلاً، أن يحقق ما لم يعد والده قادرًا على تحقيقه؟ وهل يكفي الصوت الجميل وحده لصناعة نجم حقيقي في زمن لا يكتفي بالصوت؟
ديو مشترك... ومرافقة شيرين
المفارقة أن محمد فضل شاكر يستعد حاليًا لإطلاق أغنية "ديو" مع والده فضل شاكر، في خطوة أثارت التساؤلات حول محاولة استثمار الإرث العائلي بدل تجاوزه. هذه الخطوة تأتي بالتوازي مع مشاركته في موازين 2025 إلى جانب الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، التي تجمعها صداقة قديمة بفضل شاكر، وقد سبق أن قدّما معًا ديو "العام الجديد" قبل سنوات.
العلاقة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، دفعت شيرين مؤخرًا إلى زيارة فضل شاكر في مخبئه داخل مخيم عين الحلوة، وهي زيارة أثارت جدلاً واسعًا، واستدعت استجوابها من قبل القضاء اللبناني، لما تحمله من تبعات قانونية وسياسية في ظل الوضع الأمني المحيط بفضل شاكر.
امتحان على المسرح المغربي
مشاركة محمد فضل شاكر في موازين 2025 ليست مجرد حفلة عابرة، بل لحظة اختبار علنية لصوته، حضوره، وقدرته على كسر التوقعات. إنها لحظة مفصلية يختبر فيها قدرته على إثبات ذاته بعيدًا عن اللقب، وعن الجدل السياسي والإعلامي المرتبط باسم العائلة.
فهل سينجح محمد في فرض نفسه كصوت مستقل يحمل اسمه لا اسم والده؟
أم أن "فضل شاكر"، هذه المرة، لن يكون جسر عبور، بل عبئًا ثقيلًا على مسيرة لم تبدأ فعليًا بعد؟