TRENDING
ماذا يمكن أن يفعل حبيبان بعشرين دولار؟ لدى مريم أوزرلي الجواب

ليس ما قالته مريم أوزرلي في برنامج ABtalks مع الإعلامي أنس بوخش هو كل المعنى، بل تلك الملامح والنبرة والضحكة والجلسة، كانت إضافات تمنح الحقيقة بُعدًا أوسع.


حضرت بوجه مغسول لتُظهر كل الحقيقة.

مريم أوزرلي التي أطلت بثوب رقيق من الزهور، يطفو كنسمة في الصورة، ينبئ بأن قوام التفاؤل هو ضالتها.

حضرت بلا مكياج، بلا ألوان، متجردة إلا من زهر الفستان، الذي ملأ عيون المشاهدين حدائق من الكلام والاعترافات.

جاءت بوجه نظيف، ينقل الحقيقة المجردة، دون أحمر شفاه أو بودرة تغلّف الملامح. أرادت ظهورًا نقيًا، يطغى فيه القلب والصوت والروح، وجمالها الذي يفوق كل المساحيق.

الحوار جرى في غرفة بيضاء، خالية إلا من كرسيين متقابلين، لا فاصل بينهما سوى جسد يودّ الاعتراف.

قالت مريم: "على هذه الجدران، أود أن أرسم بيتًا وزهرًا وشمسًا." بدت كطفلة بريئة، لا يغريها سوى البساطة والطيبة.

اعترفت في اللقاء بأنها لم تتغيّر، وما زالت على حالها. النجومية لم تترك فيها أثرًا إلا أنها عرّفتها على فنادق فخمة.

بدت أوزرلي هادئة، رصينة، مستمعة جيدة. لا تُستفز، ولا يدهشها سؤال، فهي اختبرت الحياة بما هو أعمق من سؤال.

وكلما كان السؤال صعبًا، ازدادت هدوءًا، وباحت أكثر، واعترفت أكثر.

النجوم الكبار لا يخشون الأسئلة الكبيرة عندما تأتي من عمق، بل يرونها فرصة للتعبير عن خواطرهم. فالنجم الحقيقي يسكن ذاك العمق، وهي منهم.

تحدثت عن الحب بشوق وانتظار، لكن دون انكسار أو نكران. اعترفت أن الحب يحتاج تهيئة نفسية، وهي حتى الآن غير مؤهلة له.

الحب، كما تراه، يجب أن يكون من أجلها كلها؛ من أجل حقيقتها، لا صورتها ولا شهرتها ولا الأفكار المسبقة عنها.

بدت أوزرلي امرأة عادية، عانت في طفولتها من الفقر واختلاف طباع الأهل، وتربي أولادها كأم عازبة، مقدّمة أمومتها على كل شيء.

تعتبر الأمومة الحب الأسمى، لأنه بلا مقابل، فطري. أما الحب الآخر، كحب الأهل والأصدقاء، فهو أخذ وعطاء، ويجب أن يتقبلك كما أنت.

أما حب الرجل، فهو شيء آخر عند مريم أوزرلي.

هو حب قائم على التواصل، وكلما نجح هذا التواصل، نجح الحب.


قمة التواضع

تدهشنا إجاباتها العفوية، المترافقة بضحكتها الرنانة التي نعرفها من أعمالها.

ضحكة الثقة، وأحيانًا التأكيد، ومرات للاستهزاء أو التواري.

وأجمل هذه الضحكات، أطلقتها مريم عندما سألها أنس بوخش:

"ماذا يمكن أن يفعل حبيبان بعشرين دولارًا؟"

فأجابت ببديهية وعفوية:

"20 دولارًا مبلغ كبير، يمكنني فعل الكثير به. آتي بدراجة، أركب خلف الحبيب، نذهب للسوبرماركت، نشتري عنبًا، وتفاحتين، وموزتين، وبعض العصير والجبن والخبز، ونقوم بنزهة في الحقل، ونفرش شرشفًا نحمله في الدراجة، ونستمع للموسيقى من الهاتف."


الكاريزما الملوكية

السلطانة جلست مرتاحة، تجاوب وتستجوب، طليقة، عفوية، وذات عمق.

الكاريزما التي ظهرت بها كانت خارقة، تمتد من الشاشة إلى قلب المشاهد.

كانت ترفض الإجابات المختصرة، حتى عندما طُلب منها. أرادت أن تكون واضحة، لا تُقدّم نفسها كسيدة متسرعة، بل كإنسانة تحب شرح ذاتها وآرائها.

مريم أوزرلي في هذا اللقاء، واعترافاتها عن الحب والأمومة والعائلة والحياة، بدت أكثر من مجرد فنانة صاحبة موهبة؛ بل إنسانة أعماقها شديدة الغور، متماسكة كشجرة معمّرة، منها تُثمر النساء والشخصيات التي تجسّدها.


يقرأون الآن