TRENDING
سقوط الجدعنة: أحمد السقا من نجم الأكشن إلى بطل الفضائح

لم يكن أكثر المتشائمين يتخيّل أن صورة أحمد السقا، أيقونة الجدعنة والرجولة في السينما المصرية، ستتآكل بتلك السرعة المريعة. الرجل الذي طالما تغنّى به الجمهور كنموذج للنبل والاتزان، صار فجأة على رأس نشرات الفضائح، وبطل سلاسل "بوستات" شخصية باهتة، وخلافات عائلية تُنشر على الملأ وتُختتم للمفارقة بمحاضر شرطة وادعاءات بالعنف والإهانة.


كيف تحوّل من "تيمور" المدافع عن محبوبته، إلى رجل يُتهم بالتعدي على شريكة عمره؟

كيف سقط "تيتو" الذي لا يهاب الشر، في مستنقع منشورات متشنّجة يتنصّل فيها من مسؤولياته الأسرية وكأننا نقرأ يوميات مراهق يفتقر لأبجديات ضبط النفس؟


أحمد السقا… الذي خان جمهوره قبل أن يخون صورته

على مدار 27 عاماً من الزواج، حافظ السقا على هالة إعلامية نظيفة، مشحونة برموز الفروسية والاتزان. لكنه فجّر هذه الصورة بيديه، حين بدأ يستعرض فصول خلافه مع زوجته على منصات التواصل الاجتماعي، متبنياً خطاباً مضطرباً، متناقضاً، يثير الشفقة أكثر مما يثير التعاطف.


بدلاً من الصمت النبيل، الذي طالما عُرف به في الأزمات، اختار السقا أن يكون طرفاً في معركة كلامية رخيصة. ينشر، يحذف، يتبرأ، ثم يعود لينشر من جديد. سلوك لا يليق بنجم صف أول، ولا برجل بنى مجده على فكرة "الشهامة".


عندما يصبح النجم عبئاً على تاريخه

من حق الناس أن تُصدم، لا لأنهم آمنوا بأن حياة المشاهير وردية، بل لأن أحمد السقا بالذات أقنعنا – طيلة سنوات – أنه مختلف. أنه واحد من القلائل الذين يمكن تصديق صورتهم العلنية. لكن ما يحدث الآن يُثبت أن "الجدعنة" التي تغنّى بها مجرد دور، وأن خلف الكاميرا هناك شخص آخر تماماً.


الادعاءات بالعنف الجسدي واللفظي، إن ثبتت، ليست مجرد "مشكلة شخصية" كما يروج بعضهم لتبرير سقوطه، بل قضية تمسّ صورة عامة نُسجت من الثقة والاحترام. لا أحد يطالب بأخذ "صف الست لمجرد إنها ست"، بل نطالب بالحد الأدنى من الأخلاق والانضباط، خاصة من شخص تربّع على عرش القدوة لسنوات.


أفريكانو انتهى، والحقيقة ظهرت

الأعمال التي قدّمها السقا – من مافيا إلى الجزيرة – لا يمكن للتاريخ أن ينساها. نعم. لكن التاريخ نفسه لا يغفر لحظات الانهيار، ولا يمنح صكوك غفران مجانية. فالسقوط الأخلاقي، حين يقع، يمحو ما سبقه، أو على الأقل يشوّه قيمته.

السقا اليوم ليس فقط في أزمة مع طليقته، بل في أزمة مع صورته. مع تاريخه. مع جمهوره. ومن يظن أن الأدوار البطولية تُكفّر عن سلوك شخصي مخزٍ، لا يفهم كيف يعمل الوعي الجماعي للجمهور في زمن الفضائح السريعة والانكشاف التام.


نهاية القول؟ الجدعنة الحقيقية لا تصرخ على السوشال ميديا، ولا تُقاس بعدد مشاهد الأكشن، ولا تتجلى في المواقف التي تروّجها الشركات. الجدعنة هي ما تفعله في بيتك، عندما تنطفئ الكاميرات. وفي هذا المشهد، السقا لم يكن بطلاً… بل خذلنا جميعاً.

يقرأون الآن