ارتجل الصوت، وارتفعت وتريات الكمان، فيما شكّل البيانو خلفية للموسيقى الكبيرة، وصدحت أغنية الموسم التي ستعمر لكل المواسم.
"بدي غيّر فيك العالم"، أغنية وائل الجديدة التي يعيدنا من خلالها إلى زمن الأغاني التي رست على شاطئ الذاكرة وبقيت هناك.
غنّى وائل من مكان مظلم، لكن صوته أضاء المكان.
فهذا الفنان، الذي جاء إلينا منذ أكثر من ثلاثين عاماً، منذ أن ظهر في "استديو الفن" عام 1993 بصوته النقي، لا يحتاج لأكثر من ساحة واحدة كي تنطلق منها عذوبته وتصل إلينا.
هذه الأغنية الطربية، بكل مقاييسها، متقنة اللحن وهادئة النَفَس.
وصوت وائل يعزف الغناء عالياً، كجبل من الرقة، ونسمة من حدائق.
ترنّ الأغنية كجوهرة في خزانة الزمن، وبعد حين ستصبح رمزاً للبقاء.
ينقلنا صوت وائل إلى أماكن بكر، وحقول مخيّلة نضرة، وإلى حبّ مشتعل، ترافقه الموسيقى على الدروب، تزرع عشقاً، ونتأرجح من فرط الجمال.
"بدي غيّر فيك العالم" لها مثيل في أرشيف وائل، فهي تشبه تلك الأغاني التي لا تنطفئ، مثل: "تبكي الطيور"، "بحبك أنا كتير"، و"بالغرام"، وهو اليوم ينقش لوحته الجديدة بهذه الفسيفساء الرائعة.
صوت وائل النقي تليق به هذه الأنواع من الأغاني، التي لا يُجيدها إلا أصحاب الحناجر الماسية.
إنها "أغنية الروح" التي لا تُرقص، لكنها ترفع النفس في حفلة احتفاء، نشيدُ المحبّ حين يطفو على سطح السمو.
يقول:
> فيكي جمال غريب.. بيخلّي الجرح يطيب
الدنيي ما جابت بعد.. متلك ولا رح بتجيب
بدي غيّر فيكي العالم
علّمهُن كيف بيحب .. واللّي كتبوا تاريخ الحب
صوت وائل هو مفتاح أبواب القلوب، عندما يكون اللحن متقناً والكلمات جميلة.
وقد طرقت هذه الأغنية مزلاج القلب، ودخلت لتتربّع حيث الرومانسية.
شعر جهاد حدشيتي يقول:
> **يحكوا بقصص الغرام
بعدِك إنتي حرام
على الدنيي السلام
بدي غيّر فيكي العالم
علّمهُن كيف بيحبّوا
واللّي كتبوا تاريخ الحب
نسيهُن كل شي كتبوا**
أما لحن إميل فهد، فجاء ليلاقي الناس وشوقهم، ويفسّر لهم كهوف أعماقهم.
وقدّم لهم، بصوت وائل، ارتواء عطش، وموكب ابتهال في صباحات العشق، وترنّم الصوت في ليالي الحب.
هذه الأغنية خارج المقاييس، لها مقياسها الخاص، وسط ما هو سائد، وهي "سيّدة الأغاني" وخير فاتحة لألبوم وائل المنتظر.