ما إن اعتلى آدم المسرح حتى تبدّدت لحظة الانتظار، وانقلب التململ حماسةً وصراخًا وغناء. بعد أن تأخّر الحفل عن موعده، وسادت حالة من الملل بين الحضور، غير أن دخول آدم غيّر المشهد بالكامل.
هتافات، تصفيق، وغناء من القلب، بدا الجمهور وكأنه أتى ليغنّي لا ليستمع فقط.
منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا حجم الشغف المتبادل. الجمهور لم يكن يكتفي بترديد الكلمات، بل كان يسبق صوت آدم أحيانًا، وكأن الأغاني تحفظها الذاكرة والروح معًا.
أما آدم، الذي يُعرف أحيانًا بمزاجيته على المسرح، فقد بدا في قمّة سعادته. خاطب الجمهور مرات عدّة، مبتسمًا، متأثرًا، وقالها بصراحة:
“لا أريد لهذه الليلة أن تنتهي.”
حكاية أخرى وراء الكواليس
خلف الكواليس، كانت هناك حكاية أخرى. علم “هواكم” من مصادر خاصة أن سبب تأخّر انطلاق الحفل لساعتين ونصف يعود إلى خللٍ في نظام الصوت، استغرق وقتًا لمعالجته، ما أدّى إلى حالة من التوتر عاشها الفريق الفني، وانعكست على آدم والفرقة قبل الصعود إلى المسرح.
لكن، وبمهنية عالية، نجح الفريق في تجاوز المشكلة، وانطلقت السهرة كما لو أن شيئًا لم يحدث.
تجهيزات غير مسبوقة
الجدير بالذكر أن هذا الحفل حمل طابعًا تقنيًا وإنتاجيًا غير مسبوق. للمرة الأولى في لبنان، شهد الجمهور مسرحًا مجهزًا بشاشة بانورامية بزاوية 180 درجة، ما أضفى على الأمسية بعدًا بصريًا غامرًا.
تولّت "Wave Production.Mena " تنفيذ هذه التجربة الفريدة، فبدت التفاصيل منسّقة بدقّة، من الإضاءة والمؤثرات، إلى جودة الصوت والتنظيم العام.
آدم لم يكتفِ بتقديم أغانيه، بل شارك الجمهور اختياراتهم، غنّى طلباتهم، وتفاعل مع أدقّ التفاصيل. ومع كل أغنية، كانت المسافة بين الفنان وجمهوره تختفي، لتتحوّل الأمسية إلى مساحة واحدة من الانسجام والدفء الفني.