TRENDING
Reviews

خطيئة أخيرة.. نهاية فوضوية ومسار درامي مرتبك

خطيئة أخيرة.. نهاية فوضوية ومسار درامي مرتبك

انتهى عرض مسلسل "خطيئة أخيرة" وسط حالة من الجدل بين جمهور تابع حلقاته على أمل نهاية تُنقذ ما يمكن إنقاذه من مسار متعثر. لكن الحلقة الأخيرة بدت كأنها كُتبت على عجل، تُسدل الستار على الأحداث بنبرة نشاز: الشر ينتصر، العدالة تغيب، والشخصيات تختفي فجأة دون أي توضيح.

الأبواب التي فُتحت طوال المسلسل تُركت دون إغلاق. مصائر علقت في الهواء، وعلاقات انقطعت دون نهاية، وكأن العمل توقّف فجأة لا عن قصد فني بل لأسباب إنتاجية أو تجارية، ربما لتمهيد موسم ثانٍ لم يُطلب. النهاية لم تكن صادمة بقدر ما كانت مربكة ومفتقدة لأدنى درجات النضج السردي.


دراما بلا هوية

منذ حلقاته الأولى، بدا واضحًا أن "خطيئة أخيرة" لم يأتِ ليقدم قراءة فنية للمجتمع أو ليفتح نقاشًا إنسانيًا، بل انغمس في استعراض متواصل للخيانة كأنها عرفٌ سائد لا يُستغرب، لا كحدث استثنائي. لا بيت يُحترم، لا صداقة تُصان، ولا رابط إنساني يصمد. الخيانة هنا ليست حبكة، بل لازمة تكررت حتى فقدت معناها.

زحمة شخصيات… وقصص بلا رابط

إحدى أبرز مشكلات المسلسل كانت الكثافة غير المبررة للشخصيات، ما جعل كل خط درامي يظهر وكأنه ينتمي لمسلسل مختلف. لم تنجح الحبكة في الربط بين الخطوط، بل تاهت في مشاهد متقطعة بلا وحدة زمنية أو سردية. بعض الشخصيات تغيّر واقعها فجأة، كما حصل مع "عمر" (إيلي متري)، الذي ظهر متزوجًا وزوجته على وشك الولادة، بعدما عرفناه أعزبًا طوال الحلقات.


أداء نمطي ومكرر

على صعيد التمثيل، جاء الأداء باهتًا في أكثر من محطة. عمار شلق أعاد نفس الانفعالات المعتادة، بذات الصوت المرتفع والحدة، دون أن يعيد تشكيل شخصيته بما يناسب السياق الجديد. سامر إسماعيل كرر نفسه في دور العميل المتسلل، دون أي إضافة للشخصية. سعيد سرحان لم يتخلَّ عن دور الطبيب، وإن غيّر التخصص. النتيجة: شخصيات مألوفة حد الملل، لا تحمل أي طابع جديد.

فوضى سردية وتطويل مرهق

السيناريو عانى من ضعف في البناء وتشتت في الإيقاع. البداية التي سبقت التتر، والنهاية التي تلته، لم تكن أدوات مبتكرة، بل ساهمت في زيادة الفوضى السردية. تطويل غير مبرر خنق المشاهد، وحلقات طويلة لا تحمل تطورًا فعليًا في القصة. حتى الحلقة ٣٥، لم يتحرك شيء بوضوح، ما جعل المشاهد يشعر أنه عالق في حلقة مفرغة من التكرار.

خطيئة درامية

"خطيئة أخيرة" ليس دراما عن الخطيئة، بل خطيئة درامية بحد ذاتها. مسلسل أراد أن يُصدم فأسرف، وأراد أن يعكس الواقع فشوّهه، وأراد أن يكون مرآة فكان زجاجًا مكسورًا يجرح أكثر مما يعكس. عمل ضاع بين شخصيات متشابهة، وسيناريو مشتّت، ونهاية عبثية زادت الطين بلة. فبدلًا من أن يُقدّم تجربة تلفزيونية تستحق المشاهدة، قدّم نموذجًا لما يجب على الدراما أن تتجنّبه.