لم تمر لحظة انحناء الفنانة ماجدة الرومي في عزاء الموسيقار زياد الرحباني مرور الكرام، إذ وثّقت الكاميرات مشهداً مؤثراً لها وهي تجثو على ركبتيها في صالون الكنيسة، غير قادرة على تمالك مشاعرها أمام سيدة القلوب فيروز، الأم المفجوعة بابنها.
ريما الرحباني تساند ماجدة في لحظة انهيار
ريما، ابنة فيروز، سارعت إلى مساندة ماجدة ومساعدتها على النهوض، في لحظة تفيض بالمواساة والتضامن الإنساني. المشهد الذي اجتمع فيه الحزن والاحترام بدا بالنسبة لكثيرين لحظة صمت لا توصف، إلا أنه وللأسف، تحوّل عند البعض إلى فرصة للشماتة أو إطلاق الانتقادات غير المبرّرة.
حملة طعن غير مبرّرة لماجدة الرومي
سرعان ما انتشرت صور اللحظة على مواقع التواصل، لتنهال تعليقات لاذعة تطعن في نوايا ماجدة أو تسخر من تعبيرها المؤلم عن الحزن. هذا السلوك المستغرب يطرح علامات استفهام حول من يتربصون بالمواقف الصادقة ويحاولون اختزال مشاعر الآخرين ضمن أطر ضيقة من الأحكام والانطباعات السطحية.
من يملك حق تحديد شكل الحزن؟
لِماجدة الرومي الحق الكامل في التعبير عن ألمها كما تشاء، كما لكل إنسان طريقته في الحداد والوداع. فالحزن ليس عرضاً يُدار، ولا مشهداً يُخرج على ذوق العامة. انحناؤها أمام أم مفجوعة كان موقفاً يعكس عمق الاحترام والشعور بالمأساة، لا استعراضاً ولا تكلّفاً.
دعوة للرحمة… لا للتنمر
في لحظات الموت والفقد، يُفترض أن نرتقي بمشاعرنا ونكفّ عن تحويل الأسى إلى ساحة تنمر أو تسابق على التأويلات. من اختاروا التقاط لحظة ضعف وبنوا عليها سردية هجومية، تناسوا أن الكبار يبكون أيضاً… وأن الركوع في حضرة الألم لا ينتقص من أحد، بل يعبّر عن إنسانية عميقة قلّ من يفهمها.