منذ أن انحازت الفنانة السورية أصالة نصري إلى صفوف المعارضين للنظام السوري مع بداية ما سُمي بـ"الثورة السورية" في عام 2011، دفعت ثمناً شخصياً ومهنياً باهظاً، أبرز تجلياته انقطاعها التام عن زيارة وطنها الأم، سوريا، طوال السنوات الماضية.
وبعد الإعلان عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، ظن كثيرون أن عودة أصالة إلى دمشق ستكون مسألة وقت لا أكثر. كيف لا وهي التي وعدت بإحياء حفل مجاني في ساحة الأمويين احتفالاً بـ"انتصار الشعب"، حسب ما ورد على لسانها في أكثر من مناسبة.
لكن المفارقة أن غيابها لا يزال مستمراً، ومعه تتعالى أصوات الجمهور العاتب والمتسائل: ما الذي يمنع أصالة اليوم من العودة؟ ممن تخاف؟ وهل ما زالت تخشىتبعات موقفها القديم رغم أن الظروف تغيّرت؟
التكهنات كثيرة. البعض يعتقد أنها زارت دمشق سراً، وهو احتمال يبدو أقل وطأة على محبيها من فكرة أن شيئاً لم يمنعها ومع ذلك لم تعد. وإن صحّت هذه الفرضية، فكيف عبرت من المطار من دون أن يُرصد لها أثر؟ وأين هي من تلك التصريحات النارية والوعود التي أطلقتها يوماً باسم "الحرية" و"الوطن"؟
تسريبات جديدة تؤكد أن زيارة أصالة إلى دمشق باتت قريبة جداً. لكن ما لم يحدث حتى اليوم هو تأكيد رسمي منها أو إيضاح للسبب الحقيقي وراء هذا التأخير الطويل. وهل يكفي أن تعود لاحقاً لتصحيح صورة غابت طويلاً عن جمهورها السوري، الذي لم ينسَ كلماتها، لكنه بدأ يشكك في مصداقيتها؟
الشارع ينتظر... والوعد لا يزال معلقاً.