TRENDING
بين خسارة شقيقه والالتزام بجمهوره.. زياد برجي ضحية الأحكام المسبقة

بعد أيام قليلة من وفاة شقيقه الأصغر محمد، الذي رحل نتيجة خطأ طبي، عاد الفنان اللبناني زياد برجي إلى إحياء الحفلات. هذا القرار لم يمر مرور الكرام، إذ تعرض برجي لانتقادات واسعة من البعض الذين رأوا في عودته السريعة إلى المسرح نوعاً من الجفاء أو تجاوزاً للحزن.

لكن الحقيقة أكثر تعقيداً من الأحكام السطحية.


الفنان بين الفقد والالتزام المهني

الفنان، تماماً كأي مهني آخر، لا يملك دائماً ترف الغياب، خصوصاً في مجال قائم على الارتباط بالجمهور والتزامات الحفلات والفرق الموسيقية. فزياد، الذي يعيش حزناً داخلياً حقيقياً، ليس في موقع من يمكنه أن يتوقف كلياً عن أداء دوره، حتى لو كان الجرح لا يزال نازفاً.


البهجة ليست دائماً انعكاساً للحالة النفسية

الناس كثيراً ما ينسون أن الفنان ليس مطالباً بأن يكون سعيداً كي يمنح السعادة، تماماً كما أن الطاهي لا يُشترط أن يعشق الأطباق التي يقدّمها، أو أن الخياط لا يخيط الأثواب لنفسه بل لغيره. الفن، كما باقي المهن، يتطلب الاستمرارية رغم الألم، لا تجاهلاً له.


بين الواقعية والتعاطف: لا تزايدوا على الحزن

البعض ذهب إلى جلد الفنان ومزايدة على مشاعره، متناسين أن الحزن لا يُقاس بتوقيت الحفلات أو طبيعة المهنة، بل بحقيقة ما يشعره الفرد داخلياً. وربما عودة زياد برجي إلى الغناء كانت، بطريقتها الخاصة، وسيلة لمواجهة الفقد وتكريم الراحل من خلال الاستمرار في الحياة والعمل.


الحزن لا يُلغى.. لكنه لا يُجمّد الحياة

رحيل محمد برجي شكّل ضربة موجعة لعائلته، لا سيما لشقيقه زياد. ولكن كما يعود الطبيب إلى عيادته رغم فقد أحبائه، وكما تقف الممرضة على قدميها لتواسي غيرها رغم وجعها، يعود الفنان إلى جمهوره وهو يحمل الوجع بصمت.

إنه خيارٌ لا يقلّ إنسانية عن الحزن ذاته.