ميادة الحناوي المطربة التي تربعت على عرش الفن في أعلى قممه. صوت فريد قالوا عنها مطربة الأجيال وخليفة أم كلثوم. ولهذا الصوت حكاية عشق عند محبيها. أغانيها وسمت بالخلود.
الموسيقار السنباطي قال عنها: «يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن انهيها مع "ميادة الحناوي" واعطاها لحن قصيدته «اشواق» ولحن لها رائعته «ساعة زمن".
الاعلامي محمد بديع سربية أطلق على ميادة لقب «مطربة الجيل».
الموسيقار الكبير بليغ حمدي كتب لها اروع الاغاني «أنا بعشقك» و«الحب الكان"- "أنا اعمل إيه" - "سيدي أنا" " مش عوايدك" ،"فاتت سنة".
علاقتها بعبد الوهاب
بقيت علاقتها بالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي اكتشف موهبتها محط تساؤل، فهي التي عرفت بصوتها الجميل منذ صغرها وعندما التقت محمد عبد الوهاب واستمع إلى صوتها في إحدى سهراته في مصيف بلودان في سوريا، الذي كان يحرص على زيارتهِ والاستجمام فيه كل صيف ويعرف مصيف بلودان بأنه «مصيف المشاهير»، حيث كان عبد الوهاب صديقا شخصيا لأحد وزراء سوريا، وكان حينها زوجاً للفنانة ميادة الحناوي عام 1977 وخلال السهرة استمع موسيقار الأجيال لصوت ميادة وأبدى إعجابه الشديد بصوتها الجميل وتم الاتفاق على أن تزور مصر لتنطلق منها فنيا، وهو ما رفضتهُ ميادة آنذاك معربة عن رفضِها لفكرة احتراف الفن.
بعد وفاة زوج السيدة ميادة الحناوي حضرت إلى مصر بمرافقة أخوها السيد عثمان الحناوي وأقامت بشقة في القاهرة، وجهز لها الموسيقار محمد عبد الوهاب خصيصا ألحان خاصة لها، وبقيت ميادة هناك حوالي العامين، وخلال هذه الفترة كانت تتجهز للانطلاق. وحدث حينها أن رحلت من مصر وبقيت ممنوعة من السفر اليها مدة 13 عام.
ترحيل مفاجىء
وكانت الحناوي قد أكدت على كل ما سبق عندما حلت ضيفة على برنامج “العاشرة مساء” الذى يقدمه الإعلامي “وائل الإبراشي” على شاشة قناة دريم، هذا اللقاء المليء بالتصريحات المثيرة للجدل، فروت قصة تعاملها مع عبد الوهاب واهتمام الموسيقار بها، ما أثار غيرة زوجته نهلة القدسي التي طالبت من وزير الداخلية حينها النبوي إسماعيل ترحيلها من مصر، وهو ما حصل فعلا لتمنع ميادة من دخول مصر 13 سنة.
وحدث أن أعيد فتح هذه الصفحة في موقع "أخبار للنشر" الذي كان يرأس تحريره طوني خليفة مما حدا بالزميل الدكتور جمال فياض ان يكتب ويوثق معلوماته حول حقيقة منع الحناوي من دخول مصر.
القصة الحقيقية
كتب د. جمال فياض مقالاً ذكر فيه أنه "ذات يوم اتصلت السيدة نهلة القدسي زوجة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب بالسيدة جيهان السادات زوجة الرئيس، وقالت لها بالحرف الواحد : ” يرضيكي أن هرم من إهرامات مصر يتهان ويتبهدل ؟ “. أجابتها سيّدة مصر الأولى : ” إيه الحكايه …؟ ” ، فأجابتها السيدة نهلة :” البنت الشامية دي اللي إسمها مياده الحناوي، بتلعب بيه وبتضحك عليه وعايزاه يوقع بيها … وهو دلوقتي بيعمل لها أغنية … ” . دار الحوار بأكثر من هذا، وأقفلت السيده جيهان الهاتف لتتصل بوزير الداخليه آنذاك النبوي اسماعيل وتطلب منه ترحيل المطربة السورية مياده الحنّاوي فورا ومنعها من دخول مصر ”.
وتابع فياض أنه "خلال دقائق كان رجال الأمن يقرعون باب بيت مياده الحناوي، ويأخذونها فورا بالملابس التي كانت عليها ، ولم يسمحوا لها بتغيير قميص النوم ومعطف المنزل، أو حتى إنتعال حذاء … فوراً الى المطار ، حتى ملابسها لم تأخذ منها أي شيء … والى الطائرة، بعد تحقيق بسيط معها … فدمشق. يومها اتصلت السيدة ميادة الحناوي بصديقتها الفنانة الراحلة فايزه أحمد التي جاءت الى منزلها في ما بعد لتضع لها ملابسها وكل ما يخصّها ولترسلها لها في سورية. طبعا كل اتصالات ميادة من المطار، بكل الأصدقاء باءت بالفشل".
ممنوعة من السفر
وتمّ ترحيلها وظلّت ممنوعة من دخول مصر الى ما بعد وفاة الموسيقار محمد عبد الوهاب بسنوات، يضيف د. فياض " لكننا كلنا نعرف أن هروب الموسيقار الراحل بليغ حمدي من قضية تمّ تلفيقها له في مصر أيضا جعلت “الشامي يلتمّ على المصري”. وكانت النتيجة أجمل وأبدع ألحان وضعها بليغ لصوت ميادة الحناوي.
وجاء كلّ هذا بما يشبه التعويض على ميادة بعدما طارت أغنية “في يوم وليلة” منها. فالأغنية الشهيرة التي كان محمد عبد الوهاب ينوي أن يطلق ميادة من خلالها في مصر لتصبح مطربته الجديدة واكتشافه الكبير. وكانت ميادة قد أجرت أكثر من ثلاثين بروفه لتغنيها في حفل كبير، تحوّلت بفعل المؤامرة الى صوت وردة الجزائرية.
هل كان عبد الوهاب يحب ميادة؟
ولكن هل كان محمد عبد الوهاب فعلاً يحبّ ميادة؟ يجيب د. فياض "هذا ما يؤكّده لي المصدر الثاني والموثوق، وهو يقول إن محمد عبد الوهاب كان يقضي ساعات طويلة على الهاتف مع ميادة، وكان يتصل بها كل يوم من القاهرة الى دمشق أو حلب ليكلّمها ويحدثها، ويقول المصدر إن محمد عبد الوهاب لم يكن يتوقف وهو يجلس مع ميادة عن التغزّل بها وبجمالها وببشرتها البيضاء وجمال عينيها … بل كان يذهب بالتعبير عن مشاعره الى أبعد مما يمكن . وهذا ما أثار انتباه زوجته وكل من حوله. فقد بدا أن القضية لم تعد مجرّد إعجاب بريء وغزل رجل كبير السنّ بحسناء من جيل حفيداته. من هنا وصلت الأمور الى كيد النساء. ولم تستطع ميادة أن تحظى بلحن محمد عبد الوهاب الموعود. لكنها برأي أغلب النقاد والعارفين والفاهمين بالموسيقى والغناء، حظيت بما يمكن اعتباره أهمّ ما يمكن أن تحظى به مطربة في العصر الحديث بعد أم كلثوم . لقد لحّن بليغ حمدي أجمل أغاني مياده وأكثرها شيوعا وخلودا في الغناء العربي. وهي حصلت على ألحان من رياض السنباطي ومحمد الموجي ومحمد سلطان وسيّد مكاوي و صلاح الشرنوبي وفاروق سلامه، وهذه الاسماء هي أكبر الاسماء التي صنعت تاريخ الأغنية العربية والمصرية الحديث".
وما زالت ميادة الحناوي تعيش في قلوب محبيها وأغانيها كافية لتجعلها إحدى الكبيرات وآخر مطربات جيل الكبيرات.