في الرابع من آب/أغسطس عام 2000، وبينما كانت عروض مسرحية "بودي جارد" تسير بنجاح كبير، وقع خبر صادم على فريق العمل والجمهور: وفاة الفنان مصطفى متولي بشكل مفاجئ إثر أزمة قلبية حادة، بعد ساعات قليلة من مشاركته في العرض.
انتهى العرض في منتصف الليل، وجلس متولي بعده مع أصدقائه المقرّبين، من بينهم عادل إمام، سعيد عبد الغني، ومحمود الجندي، في سهرة امتدت حتى الثالثة فجرًا، قبل أن يتلقّى الجميع الخبر المفجع في الرابعة صباحًا.
الزعيم يقرر الاستمرار رغم الفاجعة
كان من المتوقع أن تُلغى عروض المسرحية بعد هذه الصدمة، لكن عادل إمام اتخذ قرارًا جريئًا بالاستمرار في تقديم العروض احترامًا للجمهور الذي حجز التذاكر مقدمًا. قال إمام في تصريح شهير: "المسرح لا يعوقه إلا القبر... الجمهور ماله ذنب"
هذا القرار عكس التزامه المهني، لكنه لم يخفِ حجم الحزن الذي خيم على أجواء المسرح.
استبدال مصطفى متولي خلال ساعات
بعد تشييع الجثمان، كان على أسرة العمل البحث عن بديل سريع لمصطفى متولي حتى تستمر العروض. وقع الاختيار على الفنان محمد أبو داوود الذي قال في تصريح سابق:
"كنت في بيت متولي بعد الدفن، وفجأة طلب مني الزعيم أن أقدم الدور. شعرت بثقل المسؤولية، لكنه قال لي: مشاركتك إنقاذ للموقف."
بدأ أبو داوود أول عرض له في نفس اليوم، في واحدة من أصعب اللحظات التي عاشها المسرح المصري.
دموع عادل إمام على الخشبة
ورغم التزامه المهني، لم يستطع عادل إمام إخفاء حزنه أثناء العرض. في المشهد الختامي، رفض أداء الأغنية المعتادة، وأغلق الستار وهو يبكي قائلًا:
"أين أنت يا متولي؟ يا مصطفى... أين ذهبت؟"
مشهد مؤثر أبكى الجمهور، وأثبت أن الزعيم مهما بدا قويًا أمام الأضواء، يبقى إنسانًا أمام فقدان أصدقائه.
ليلة تحولت إلى ذكرى باقية في المسرح المصري
ليلة رحيل مصطفى متولي لم تكن مجرد حادثة، بل أصبحت جزءًا من تاريخ المسرح العربي، تحمل في طياتها درسًا عن الالتزام والوفاء للجمهور، ممزوجًا بالحزن الكبير على فراق رفيق الدرب.