أثار البوستر الترويجي لمسلسل "حب ودموع" (Aşk ve Gözyaşı)، من بطولة النجمة هاندا أرتشيل والنجم باريش أردوتش، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ملاحظة تشابه واضح بينه وبين بوستر المسلسل الكوري الشهير "ملكة الدموع" (Queen of Tears)، الذي طرح في وقت سابق من هذا العام.
تشابه لافت يصل إلى حد التطابق
عند مقارنة البوسترين، تظهر عناصر متطابقة يصعب تجاهلها:
خلفية خضراء كلاسيكية بتصميم الجدران ذاته.
ثريا فخمة تتوسط أعلى البوستر.
أريكة وردية في المنتصف، يجلس عليها بطلا العمل كلٌ في طرف، بوضعيات متقاربة.
ألوان متقاربة في أزياء الممثلين (البدلة السوداء للرجل، والفستان الوردي للمرأة).
تقسيم المشهد بصرياً بطريقة تماثل البوستر الكوري بدقة.
هذا التطابق أثار انتقادات واسعة، خصوصاً أن البوستر الكوري يتميز بأصالة واضحة في تصميمه الذي يعكس الجو النفسي والمعنوي للمسلسل.
اقتباس أم تقليد؟
مسلسل "حب ودموع" يُقال إنه مقتبس من مسلسل "ملكة الدموع" من حيث الفكرة العامة والدراما الرومانسية حول علاقة مضطربة بين زوجين في عالم الثروة والتعقيدات العاطفية. إلا أن اقتباس الفكرة لا يبرر، برأي البعض، استنساخ الهوية البصرية للعمل الأصلي بهذا الشكل.
انتقادات وتساؤلات حول الإبداع
رواد مواقع التواصل تساءلوا:
"أين الإبداع؟ هل وصلنا إلى مرحلة اقتباس كل شيء حتى البوسترات؟"
في حين ذهب آخرون للدفاع عن العمل، معتبرين أن إعادة إنتاج بعض العناصر قد تكون مقصودة كنوع من الربط الرمزي أو التقدير للعمل الأصلي، خصوصاً إذا كانت نية المسلسل التركي واضحة في كونه مقتبساً من نظيره الكوري.
تحديات الدراما التركية في زمن المنافسة العالمية
تسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات التي تواجه الدراما التركية في زمن أصبحت فيه الدراما الكورية والعالمية تفرض معايير جديدة في الجودة والإبداع والتجديد البصري. ومع تزايد المقارنات بين الأعمال من مختلف الثقافات، أصبح من الضروري أن تحرص الإنتاجات التركية على الحفاظ على لمستها الخاصة وتجنب الوقوع في فخ التقليد الحرفي.
بين الإلهام والاستنساخ... خيط رفيع
قد يكون الإلهام مشروعاً ومطلوباً في الفن، لكن حين يتجاوز الحدود ليصل إلى التطابق، تتحول القضية من إبداع إلى سؤال أخلاقي وفني حول حقوق الملكية والتميز البصري. يبقى الجمهور الحكم النهائي، وهو اليوم أكثر وعيًا ونقدًا من أي وقت مضى.