يحتفل اليوم الفنان الكبير محمد منير بعيد ميلاده الـ71، إذ وُلد في 10 أكتوبر 1954 بقرية منشية النوبة في أسوان، حيث استمد منها روحه المختلفة ولهجته المميزة التي أصبحت جزءًا من هويته الفنية.
بدايات من الجنوب
رغم دراسته الفوتوغرافيا في كلية الفنون التطبيقية، اختار منير طريق الفن منذ شبابه المبكر، متأثرًا بالشاعر عبد الرحيم منصور والملحن أحمد منيب.
كانت بداياته امتدادًا لتراث الجنوب وموسيقى النوبة، التي مزجها بجرأة مع الجاز والروك، فخلق لونًا موسيقيًا جديدًا جعله أحد أبرز رموز التجديد في الغناء العربي.
أسلوب فريد وصوت للناس
اشتهر منير بتلقائيته على المسرح وبأسلوبه غير التقليدي في الأداء، إذ كسر القيود المتعارف عليها في الغناء، وفضّل التعبير بحيوية وحركة تعكس حريته الداخلية.
لم يكن مجرد مغنٍ، بل تحوّل إلى صوتٍ للناس البسطاء والمهمشين، ناقلًا همومهم وأحلامهم في أعماله التي حملت طابعًا إنسانيًا ووطنياً.
مسيرة فنية تمتد لأكثر من أربعة عقود
على مدار مشواره، قدّم “الكينج” عشرات الألبومات التي تركت بصمة لا تُنسى، من بينها: علموني عنيكي، شبابيك، الليلة يا سمرا، إفرحوا، أماكن روحي، إزاي؟ وغيرها من الأغاني التي جمعت بين الأصالة والتجديد.
كما خاض تجارب ناجحة في السينما والمسرح والتلفزيون، من أبرزها: حدوتة مصرية، الطوق والإسورة، اليوم السادس، المصير، اشتباه.
أحدث ظهور للكينج
مؤخرًا، شارك محمد منير كضيف شرف في فيلم "ضي سيرة أهل الضي"، مقدّمًا الأغنية الرسمية للفيلم التي لاقت نجاحًا كبيرًا، وجاء في كلماتها:
"جوايا اكتشاف.. لو كله خاف أنا مش هخاف، من يومي على لوني، والناس دي صعب يغيروني."
إرث فني لا يُكرر
بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من أربعة عقود، يظل محمد منير حالة فنية استثنائية جمعت بين الجرأة والصدق، وبين روح النوبة ونبض الشارع المصري، ليبقى صوت الوطن الذي لا يشيخ.