في كل دورة من مهرجان الجونة السينمائي، يتحول البساط الأحمر إلى مساحة تُروى عليها حكايات الأناقة والأنوثة والفن.
وفي النسخة الثامنة، خطفت مجموعة من النجمات الأنظار بإطلالات حملت بصمة كل واحدة منهن، مازجة بين الروح السينمائية والذوق الرفيع، بين الجرأة والنعومة، ليتحول المهرجان إلى بحر من ضوء والوان.
بلقيس... وهج الذهب وأنوثة الضوء
ظهرت الفنانة بلقيس فتحي على السجادة الحمراء كنجمة خرجت من لُبّ شمسٍ غاربة.
اختارت فستاناً ذهبياً عاري الكتفين يعانق القوام بانسيابية، ويعكس الضوء كما تعكس المرآة أسرار البحر.
رافقته تسريحة شعر قصيرة تُبرز عنقها الممشوق، فيما اكتفى مكياجها الهادئ بملامسة الملامح دون أن يطغى عليها، ليجعل حضورها أقرب إلى أنوثة ناضجة واثقة من بريقها
. نيللي كريم... رهافة اللون وهدوء الخطوة
بثوب حريري بلون البيستاش، أطلت نيللي كريم كهمسة من نسيم السهول الخضراء.
قماش كثيف ينسدل بتموجات تلاحق خطواتها، وفتحة ساق طويلة تكشف عن قوة أنثى تعرف أين تقف وكيف تمضي.
أما كتفها المتهدل فيحكي عن هشاشة أنيقة، عن توازن بين الرقة والصلابة، وبين الرغبة في الظهور والاختباء.
شعرها المفرود بتموجات خفيفة ومكياجها الرقيق الذي يحيط العيون بنورٍ ملون، منحاها إطلالة تشبه لوحةً ناعمة تتحرك على السجادة الحمراء.
أمينة خليل... الأسود في أقصى فخامته
أما أمينة خليل، فاختارت الأسود كمن تختار قوتها الصامتة.
فستان يجمع بين القبضة والانسياب؛ يكمش الجذع ليعلن الحضور، ثم يتهدل بتنورة واسعة تنتهي بشقّ أنيق يكشف عن ساقٍ بثقة واعتدال.
جاء شعرها مرفوعاً في تسريحة محكمة تزيد ملامحها وضوحاً، بينما زيّن عقد كبير عنقها كوشاح من الضوء على بحر الليل.
في هذه الإطلالة، لم تكن أمينة تلبس الأسود، بل كانت تُجسّد فلسفته: الأناقة بلا كلمات.
جيهان الشماشرجي... رقص أبيض على حافة الضوء
الفنانة جيهان الشماشرجي، القادمة من عوالم الرقص وتصميم المجوهرات، قدّمت على السجادة الحمراء عرضاً من الحرير والحلم.
ارتدت ثوباً أبيض عرائسيّاً يضم الجذع ثم ينطلق بتنورة واسعة من قماش لماع تتراقص عليه الأضواء.
أما التفاصيل الهندسية في القَصّة، فكانت كأنها تذكّر بخطوط تصميمها الجوهري الأنيق.
تألقت بعقد ماسي يزين صدرها العاري بانسجام مدهش، وكسرت حدة البياض بـقفازات زرقاء طويلة منحت الإطلالة لمسة من الفن التشكيلي، وكأنها لوحة بين الباليه والنقاء.
بين الذهب والبيستاش والأسود والأبيض، بدا مهرجان الجونة هذا العام كأنه قصيدة بصرية عن تنوّع المرأة العربية في حضورها، بين الجرأة والرقة، البساطة والتفرد.