في مساءٍ متخمٍ بالأضواء وعدسات الكاميرات، لم تكن أمينة خليل بحاجة إلى فستانٍ مترف لتسرق الوهج. كل ما فعلته أنها أجابت ببساطةٍ آسرة عن سؤالٍ عابر:
– الحلق ده منين؟
– ده من زارا... عادي.
كانت تلك الجملة القصيرة كشرارةٍ أضاءت فضاء السوشيال ميديا، لتتحوّل إلى عاصفةٍ من الجدل، بين من رأى في جوابها تواضعًا نبيلاً، ومن قرأها كبيانٍ ضد «عُقد الفخامة الزائدة» التي تُثقل المشهد الفني.
البساطة التي هزّت الشبكات
ظهرت أمينة خليل في لقاءٍ تلفزيونيّ ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، ترتدي أقراطًا بسيطة لافتة، فظنّ البعض أنها من دارٍ فاخرة. وحين كشفت أنها من ZARA، ماركةٍ تجارية جماهيرية، انقلب السؤال البريء إلى «تريند» تحت اسم #حلق_زارا.
انهالت التعليقات بين مؤيدٍ يرى أن الجمال في الفكرة لا في السعر، ومعترضٍ يعتقد أن «النجمات يجب أن يلتزمن بالترف». لكن وسط الصخب، كان المشهد يُخفي معنى أعمق: أن الموضة لم تعُد تُقاس ببطاقات الأسعار، بل بالوعي الذي تختاره المرأة حين ترتدي.
من زنكٍ مُعاد تدويره إلى فكرةٍ تُعاد صياغتها
كشفت التقارير أن الأقراط التي ارتدتها أمينة مصنوعة من 69% زنك معاد تدويره، ما أضفى على القصة لمسة بيئية رمزية.
لم تعِ أمينة ربما أن ما ترتديه يعبّر عن اتجاهٍ عالمي نحو الموضة المستدامة، وأن اختيارها البسيط يُجسّد تحوّلًا في فلسفة الجمال نفسه: الجمال الذي لا يُكلّف الكوكب ولا يُخضع الإنسان لفكرة الترف الجافّ.
تفاصيل الإطلالة
أما الفستان الذي ارتدته أمينة خليل، فبلغ ثمنه 3750 جنيهًا مصريًا، وهو قطعة من مجموعة كروز 2026 بعنوان Twisted Romance من دار Rebellion Splice Bello.
فستان ماكسي من الحرير الكريمي، ينساب برقةٍ على الجسد كصفحة ضوء، يتميّز بفتحات دانتيل شفافة تتنفس الأنوثة، وكشكشة متتالية تُضفي حركةً حالمة على الإطلالة.
حين تصبح العادية استثنائية
في عالمٍ يتسابق فيه النجوم لإظهار ما هو «نادر» و«حصري»، وقفت أمينة خليل بجملتها الصغيرة كمن يُعيد ترتيب القيم. لقد قالت من حيث لا تدري إن الأناقة ليست ترفًا، بل حالة من الحرية.
في زمن الاستعراض، يصبح الاعتراف بالعادي ثورة، ويصير الـ«حلق من زارا» استعارةً لزمنٍ جديد: زمنٍ تُصبح فيه الموضة أقرب إلى القلب منها إلى الرفّ الزجاجي.