في أول حضور لها بعد فوز زوجها زهران ممداني بمنصب أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، اختارت راما دواجي أن تقول شيئًا أكبر من الاحتفال.
لم تلجأ إلى توقيع عالمي أو ثوب يستعرض المكانة.بل ارتدت رسالة.
زوجة شاب تقدّمي، منفتحة على العالم، وتحمل في جذورها سورية.
امرأة تعرّف نفسها بالحسّ لا بالشعار، وبالفن لا بالاستعراض.
ذلك ما تجلّى بوضوح في إطلالتها الأخيرة التي لفتت الأنظار دون صخب.
اختيار يحمل معنى: هوية تتحرك
ارتدت راما بلوزة مصنوعة بلمسات الجاكار من تصميم المصمّم الفلسطيني–الأردني زيد حجازي، المقيم في لندن.
هذا المصمّم، الذي يستمد رؤيته من الفلكلور الفلسطيني والتمرّد والمستقبل العربي، يصوغ أزياء تحمل ذاكرة، وتبحث عن صوت حضاري جديد للشرق في العالم.
اختيار راما له ليس تفصيلاً تجميليًا.
إنه جملة واضحة تقول فيها:"هنا جذوري.وأنا أرتديها بفخر… في قلب نيويورك.”
ثم نسّقت ذلك مع تنورة مخمل ودانتيل من المصممة عُلا جونسون المقيمة في نيويورك مصممة تشتهر بذائقتها البوهيمية التي تحتفي بالحرية والتجريب.
الإطلالة أُنجزت بأحذية وأقراط من Eddie Borgo، صائغ المجوهرات الأميركي الذي يمزج الحِرفة مع الحداثة.
لماذا هذا مهم؟
لأن راما لا تقدّم موضة على طريقة “الواجهة”، بل طريقة تعبير.الملابس عندها ليست زينة، بل لغة بصرية:لغة تقول إن الهوية ليست ثابتة بل تتحرك وتُعاد صياغتها.
لغة توصل بين الشرق الذي في الذاكرة والغرب الذي في الواقع اليومي.
لغة ترى أن الأناقة ليست فخامة… بل انسجام وربما لذلك بدت إطلالتها لا تصرخ ولا تتصنّع.
المرأة التي ترتدي فنّها
كونها فنانة تشكيلية، تتعامل راما مع كل قطعة ملابس كما تتعامل مع اللوحة:
اللون قرار، والملمس إحساس، والخامة ذاكرة.هي لا ترتدي ما تقوله الموضة… بل ترتدي ما يشبه روحها.لذلك، حين ظهرت في الصور التي انتشرت مؤخراً، لم نر “إطلالة” بل رأينا رؤية.
رأينا شابة في العشرينات ترتدي عصرها كما تراه:أقل بهرجة، أكثر فكرًا.أقل صيحات، أكثر انتماء.
اختيار راما دواجي هذه الإطلالة لم يكن حدثًا في الموضة فقط، بل لحظة رمزية:
امرأة عربية–سورية، في موقع تأثير عالمي،تقول بطريقتها الهادئة:نحن حاضرون.
ونحن نعرف كيف نروي قصتنا ليس بالكلام والفعل بل ايضاً بالظهور والملابس .