يسكب آدم صوته في أغنية "قلبي مرتاح" لتعيدنا إلى سماء الحب الصافية.
في زمنٍ باتت فيه الأغنيات العاطفية تميل إلى استحضار الجرح والخذلان، يأتي آدم ليعيد الحب إلى معناه الأول: راحة، اطمئنان، وبياض قلب.
الحب الحلم
في أغنيته الجديدة "قلبي مرتاح" من كلمات وألحان نبيل خوري، يختار آدم أن يروي حكاية حب لا تقوم على الصراع، بل على الأمان. الح هنا ليس جرحاً ولا ألماً او انهياراً، بل حب يهدأ ويستقر ويتمدّد في الروح.

الصوت حضن أخر
آدم بصوته الحنون، القوي حين يستدعي العمق، والناعم حين يلامس العاطفة، يقدّم أداءً يُشعر المستمع وكأنه يعيش في حضن الأغنية. نبرة صوته تلتقط التفاصيل الوجدانية الصغيرة، تحسّس الجملة، وترسم الإحساس كما لو كان ملموساً.
الكلمات أيضاً تلعب دورها هنا:
هي كلمات بسيطة، لكنها صادقة.
لا تستعرض، لا تتفلسف، بل تقول الحب كما يعيشه الإنسان في لحظاته البسيطة:
"في طيبة بقبلك
وعيونك بريئة
وقبلك مش حابب
بهيدي الطريقة"
هذا المعاني ليس غزلاً عابراً، بل اكتشاف. اكتشاف حب غير مُرهق، حب يجعل القلب مطمئناً:
"قلبي مرتاح بحبك
متوصة فيي قلبك
كل شي تمنيتو لقيتو فيكي"
الصوت أغنية موازية
المشهد الصوتي في الأغنية أيضاً متوازن. لا ازدحام في الآلات، لا دراما موسيقية مبالغ بها. هناك مجال للصوت كي يتنفس، كي يكون هو الحكاية. وهذا ما يناسب آدم تماماً، إذ يكفي أن يغني حتى يخلق العالم الشعوري لوحده.
الحب ذاكرة قديمة غير ملوثة
ولا يكتفي آدم بطرح مفهوم الحب كراحة في الكلمات والصوت فقط، بل يذهب عبر الكليب إلى استعادة ذاكرة حب قديم؛ ذلك الحب الذي كان بسيطاً، صافياً، خالياً من ضجيج الاستعجال و«التعب العاطفي» الذي يرهق علاقات اليوم. الكليب يعتمد على روح ريترو واضحة: مقاطع تشبه لقطات من أفلام قديمة، شرائط فيديو باهتة الألوان، شوارع بلمعان الزمن الماضي، سيارات من تلك الحقبة التي كان فيها اللقاء يتم بموعد صادق، لا بإشعار على شاشة.
الصورة هنا أكثر من ديكور بصري، بل فكرة. وكأن آدم يقول إن الحب الحقيقي لا يولد من السرعة، ولا من الإيقاع المزدحم للحياة الحديثة، بل من العودة إلى ما كان جوهرياً: نظرة، كلمة، مصارحة ناعمة، أمان بين يدين.
تلك اللقطات التي تحاكي تسجيلات الأسطوانات القديمة، توحي بأن الحب الذي يتحدث عنه آدم هو حبٌ محفوظ من تلوث الوقت. حب بطعم الذاكرة، لا يحتاج إلى إثبات خارجي، ولا يتغير بتغيّر العالم حوله. وكأن الكليب يعيدنا إلى لحظة قبل أن تصبح المشاعر قابلة للاستهلاك.
الأغنية في جوهرها بوح حقيقي للمشاعر الأولية في الحب. ذاك الحب الحلم وذاك الحب الذي نود أن نعيشه على الدوام.
حب ينقذ من الضوضاء، يضع اليد على الروح، ويقول لها: لا تخافي.
وبهذا المعنى، ينجح آدم في تقديم رسالة جميلة:الحب الحقيقي لا يستهلكنا… بل يعيدنا إلى أنفسنا.