في ليلة تشبه احتفال الضوء بالخيال، احتضنت الدوحة حفل جوائز Fashion Trust Arabia "فاشن ترست العربية" لعام 2025، الحدث الذي بات أشبه بمنصّة عربية تُعيد رسم جغرافيا الموضة وتمنح المصممين نافذةً مشرعة نحو العالمية.

وهج الليلة اكتمل بحضور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي حملت على السجادة لحظة من الوقار الجمالي، حيث تلتقي الرصانة مع الفخامة الهادئة.
موزاييك الكلام الرفيع… رسالة الشيخة موزا
نشرت الشيخة موزا على حسابها الرسمي في "إنستغرام" ألبوم صور يوثّق مشاركتها في الحفل، وكتبت برسالة تحمل الكثير من الفخر والثقة بالمواهب العربية:
"احتفينا اليوم بمواهبنا العربية الاستثنائية المشاركة في فاشن ترست العربية، وسرّني ما رأيته من إبداع مصممين من عالمنا العربي."
وأضافت مباركةً للفائزين، وعلى رأسهم المصمم زياد البوعينين عن فئة أزياء السهرة، مؤكدةً دعمها لكل الفئات المشاركة، من الجاهزة إلى المجوهرات، الإكسسوارات، المواهب الناشئة وتكنولوجيا الموضة، وصولاً إلى الدولة الضيفة الهند.
ومع حضور الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، الرئيسة المشاركة للمبادرة، والسيدة تانيا فارس، بدت الصورة الثلاثية كركن ثابت لهذا الحدث، كأنهن يقمن على بناء جسر ثقافي يربط الإبداع العربي بالمنصّات العالمية.

إطلالة الشيخة موزا… درس في النبل والأناقة الرفيعة
تألقت سموّها بإطلالة حملت هدوء الفخامة المغربية ورونق الشرق بأجمل حلة:
فستان طويل بأسلوب القفطان باللون الأزرق البترولي، أحد أكثر الألوان قدرة على الجمع بين الرقي والعمق.
مرافق بتطريزات بيج فاخرة بنقوش دقيقة تنحت تفاصيل الثوب مثل وشمٍ من تراث مشرقي.
وتزين بحزام رفيع بلون الفستان ذاته، شدّ الخصر وأضاف لمسة أنثوية راقية.
جاءت الإطلالة بعباءة "كاب" مفتوحة، مترفة التطريز وبطانة خضراء، لتخلق حركة ملكية مع كل خطوة.
وأكملت سموّها الإطلالة بوشاح بترولي يغطي تسريحتها المرفوعة، بينما أتى المكياج هادئًا بنغمات ترابية، يتوهج معها الهايلايتر البرونزي وأحمر الشفاه النيود.
أما المجوهرات، فكانت ألماسية ناعمة: أقراط متدلّية وخواتم برّاقة تزيد من لمعان الحضور دون أن تطغى عليه.
إنها إطلالة تعكس فلسفة الشيخة موزا: فخامة بلا مبالغة، وأناقة تقول أكثر مما تُظهر.


توزيع الجوائز… مواهب عربية تكتب مستقبل الموضة
خلال الأمسية، سلّمت سموّها جائزة فئة أزياء السهرة للمصمّم السعودي زياد البوعينين الذي قدّم رؤية حديثة للترف الشرقي.
وتوزّعت بقية الجوائز على أسماء خرجت من رحم المنطقة، لتؤكّد أن المشهد الإبداعي العربي في حالة صعود:
يوسف إدريسي – فئة الأزياء الجاهزة
ليلى روكني – فئة الإكسسوارات
فرح رضوان – فئة المجوهرات
آلاء العرادي (البحرين) – جائزة "فرانكا سوزاني" للمواهب الصاعدة
فاطمة ودلال الخاجة (البحرين) – جائزة التكنولوجيا في الموضة
كارتِك كومرا (الهند) – جائزة الدولة الضيفة
هذه الأسماء ليست مجرد فائزين، بل هي خيوط جديدة تُنسج في نسيج الموضة العربية، خيوط تحمل قصصًا، ثقافات، ورؤى تتخطى الجغرافيا.
تكريم الكبار… المصمم زهير مراد من ضمنهم

ولم يخلُ الحفل من تقدير الأسماء العالمية التي تركت بصمة عميقة في الصناعة:
ميوتشا برادا نالت جائزة الإنجاز مدى الحياة، تكريمًا لمسيرة أضاءت عالم الأزياء بأفكار ثورية.
زهير مراد حاز جائزة الريادة، تقديرًا لدوره في رفع الأزياء الراقية العربية نحو منصّات العالم وجذب عيون المشاهير إلى جمالية الشرق.
أهمية الحفل
يشكّل فاشن ترست العربية اليوم ركيزة أساسية في دعم المصممين العرب، ليس فقط من خلال الجوائز، بل عبر:
ربط المواهب الشابة بدور أزياء عالمية
تعزيز الاستدامة والحِرَفية
تمثيل الهوية العربية في فضاءات دولية
بناء جسور بين الشرق والغرب عبر اللغة المشتركة للأزياء
إنه ليس مجرد حفل؛ إنه بيان ثقافي عن مكانة الإبداع العربي وقدرته على منافسة أهم العواصم العالمية.