استطاع علي ياسين مقدم برنامج "كتاب الشهرة" أن يحجز لنفسه مقعداً صخرياً في التقديم.
فهو لا يهتز ولا يلوي ولا يترنح أمام ضيفه بل يبقى ثابتاً واثقاً من نفسه. يأخذ ضيفه حيث يريد. وما يريده هو فتح دفاتر ضيفه كلها من نشأته حتى اللحظة. لا ينبش في المحرم ولا يلهث خلف سكوب بل يريد من ضيوفه أن تكون حياتهم المفرودة أمام المشاهدين عبرة وخلاصة وفيلماً خاصاً.
أخذ علي درباً خاصاً في الاعلام. فتحه وجهاً وجهاً. فكانت نادين نسيب نجيم الواجهة الأولى التي صدّرت مكانته وأعطته الثقة وبلقائها فتح الأبواب السرية والصعبة كلها. وبعدها كرت السبحة لقاءات مع أهم الشخصيات الفنية في لبنان والوطن العربي.
وصولاً إلى لقاء رشا شربتجي المخرجة المتألقة التي كانت فاتحة هذا الموسم الذي بدأ معها برنامجه "كتاب الشهرة".
لا يبالغ ياسين في حواراته ولا يفتعل أصواتاً وحركات ولغة جسدية غريبة. فلا يقهقه ولا يغمز ولا يلمز ولا يتطاول ولا يحرج ضيفه. بل هو يطرح سؤاله الذي حضّره جيداً وحوله كل الدعم المطلوب من فيديو أو تصريح.
وينتظر أن ينال الجواب. فلا يعتمد السخرية ولا التعليق على الإجابة بل يبقى ضمن الأصول في حواره. تلك الأصول التي فيها شيء من التقديم الكلاسيكي.
يترك مسافة بينه وبين ضيفه ويحترم خصوصيته. يلف حوله بكل تهذيب وعناية تماماً كأنه خاصته يريد الزود عنه وليس احراجه. وبأسلوبه الأنيق هذا يريح الضيف ويسحب منه زبدة ما يريد. أنه أسلوب الطمأنينة الذي يساعد على البوح. ونجح علي ياسين في ذلك.
في طلته يلتزم بتلك الطلة البراقة الكلاسيكية فلا يأتي معوجاً بل يأتي متأهباً كرمح بكامل هندامه وتسريحته وبذلته وشبابه. وهذه التفاصيل التي تبدو صغيرة فيها تكمن الإيحاءات الكبيرة. فغرضه أنيق، ذات هدف وضيوفه من الصف الأول تريحهم هذه الصورة ويتماهوا فيها.
وإلا ما استطاع أن يستضيف نجوى كرم واليسا وباميلا الكيك ورجل الاعمال محمد حديد وأصالة وجورج خباز وغادة عبد الرازق وغيرهم الكثير.
يبدو علي ياسين قد اختصر أسماء كبيرة عرفها الأعلام إما انزوت أو غابت أو غُيبت. وبات واحداً من الذين يمشون على دروب الكبار في الأعلام والحوار.
واستطاع أن يُسّكِن اسمه وسط الضوء النظيف دون تلاعب ودون تقشير أو نتف ريش الضيف كأن هذا الأخير طريدة ويريد اصطيادها.