TRENDING
كلمة في موسم الرياض وبناء الانسان

مدينة تتحول لمنارة خلال سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. مواسم من عمل ومواسم من منارات ومواسم من إصرار. تُنار مدينة لتصبح قبلة العالم. تصبح هي الحدث وحاضنة أعظم الأحداث حول العالم. يعني أن الحسد وارد وأن الأوطان الناهضة لها رجالاتها.

مواسم الرياض مهرجانات تقام لتضم أكبر قامات الفن العالمي. مسارح تبنى وتضاء قامات تكرم وتدعم وتضيء على الثقافة من أعاليها.

حضن يفتح على الفن والرياضة ويضم بين ذراعيه أبهى وأهم الاحداث، ويطلقها بيد عازمة وإرادة مصممة. ويصبح الحدث اشراقة ضوء وصل إشعاعه ليلف العالم كله.

ما يحدث في الرياض ليس ترفيهياً وإن اتى تحت مسمى "هيئة الترفيه" أنه نهضة وطن كان مخبئاً في طيات الحلم وصار حقيقة.

قد تكون الرياضة ترفيهاً وبعض الفن ترفيهاً. لكن هذا الترفيه يختصر حياة بجودتها يفتح الأفق نحو اللامحدود. يغذي عروق الثقافة فمن يبني صروح الضوء ويغرز عمود المنارة نحو العالم ليقول له ها انا ذا ليس ترفيهياً بل انتصاراً.


18 مليون سائح يؤم مدينة أو وطناً في عام واحد يعني أن الجاذبية صنعت لتغير مسار الشعوب وترفعها لتصبح قبلة الكون. فعندما كان السعودي يرحل نحو العالم مستكشفاً باتت المملكة قبلة هذا العالم وساحرته.

السعودية اليوم مملكة يليق بها شعار مملكة فوق الخيال. مئات الاستعراضات العالمية غينيس اعترف بضوئها ودخلت صفحاته. مضاف لها تراث وفن ومعارض وحدائق تزرع وأبنية ترتفع وادمغة تعمل وأيادي تعرق والتشييد مذهل والاصداء يرددها الكون كله. هذا يدعى نجاح ونهضة وطن.

يوم انطلق موسم الرياض عام 2019 ومعه حضور أكثر من 100 فعالية، توزعت على 12 موقعا بمساحة 14 مليون متر مربع. وقام على تنفيذه 280 شركة سعودية. هذا أبعد من الترفيه وأكبر من المال، لأن هناك أوطان فيها المال لكنه اندثر وفيها الحضارة لكنها معتمة. هذا يحتاج رؤية والرؤية لها أصحابها ومخيلتهم وصدقهم وقدرتهم على بناء اليوم ليكون التاريخ.

وهناك من يغار من هذا الانجذاب الفني والثقافي نحو السعودية وهي كما يقولون ليس لها بالقصر من مبارح العصر. الرد يكون إن الهجرة تتم عندما ينضب مخزون الأخر ويقل الاهتمام به ويلقى من يفتح له ذراعيه فلا نلوم من نفض نفسه ورحل باتجاه المملكة ليحصد ما لم توفره بيادر الأخرين أو الإهمال الذي يحظى به في بلده.

المملكة بخمسة أعوام استطاعت أن تبني ما بناه وطن اخر في 500 سنة. قد يكون الضوء ساطعاً حد الإغشاء وقد يكون الحفل صاخباً حد صمّ السمع وقد يكون الإسراف كبير لكن الإبداعات خارقة والتقدم غير مسبوق.

وطن يبني نفسه ويجعل من عاصمته منارة هو وطن يوثق لنفسه بناء الانسان في أرضه ويجعل منه طاقة استثمارية وثقافية وريادية.

يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Hawacom TV (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق أحكام قانون حماية الملكية الفكرية

يقرأون الآن