قبل 26 عاماً، وفي الساعات الأولى من يوم 31 آب/أغسطس من العام 1997، لقيت الليدي ديانا حتفها في حادث سير مميت.
رحلت «أميرة القلوب» وتركت خلفها ولديها وليام وهاري، وكان عمرها يومها 36 عاماً فقط، ومنفصلة رسمياً عن زوجها الأمير تشارلز منذ نحو 5 سنوات.
علاقتها بدودي الفايد وتفاصيل حادث وفاتهما
تطوّرت العلاقة بين الأميرة ديانا والمنتج السينمائي المصري عماد الفايد، المعروف بلقب دودي الفايد، في شهري تموز وآب من العام 1997، وأصبحا هدفاً لمصوري الباباراتزي. وبحلول 31 آب/أغسطس من ذلك العام، كان الثنائي عائدين من إجازتهما الثالثة معاً في رحلة بحرية حول جزيرة سردينيا. وغادرت الأميرة ديانا فندق ريتز كارلتون في باريس، بسيارة ليموزين مرسيدس، مع صديقها دودي الفايد، بعد منتصف الليل بقليل، مساء 30 آب/أغسطس، وبعد أقل من 5 دقائق من التقاط هذه الصورة، اصطدمت سيارة المرسيدس التي كانت تسير بسرعة تزيد على 100 كيلومتر في الساعة، بالركن الثالث عشر في النفق تحت جسر «بونت دالما» بالقرب من نهر السين في العاصمة الفرنسية باريس. وبعد محاولات يائسة لإنقاذها، أُعلن خبر وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد في المستشفى.
ماذا يتذكّر الناجي الوحيد؟
تريفور ريز جونز الذي كان يعمل حارساً شخصيا لعائلة رجل الأعمال محمد الفايد، منذ العام 1995، هو الشخص الوحيد الذي نجا من الحادث المروع، وبعد عودته من الغيبوبة، قال إن آخر ما تذكّره هو ركوب السيارة في فندق ريتز، ممّا يعني أن هناك 4 دقائق «مفقودة» من ذاكرته.
الأميرة الأكثر تصويراً في العالم
جسّدت علاقة الأميرة ديانا بالصحافة علاقة الحب والكراهية الكلاسيكية. فكانت تشكو أحياناً من المصوّرين الذين سرّبوا صوراً كثيرة لها في وسائل الإعلام. ولكنها كانت محبوبة الطلّة على أغلفة المجلات العالمية أيضاً.
اللحظات الأخيرة في حياة الليدي ديانا
لا يزال محبّو ديانا، رغم مرور 26 عاماً على رحيلها، يتذكّرون الحادث المأساوي، ويروي فريدريك ماييه، أول طبيب وصل لموقع الحادث حينها، ما وقع في تلك الليلة الحزينة. ويشير إلى أن السيارة كانت محطّمة ومقسومة شطرين تقريباً. ويسرد ما حدث، قائلاً: «توجّهت فوراً إلى السيارة المحطمة. وفتحت الباب لأنظر بداخلها؛ فرأيت أربعة أشخاص ممددين وكان إثنان منهم ميتين على ما يبدو. كان الإثنان الآخران على الجانب الأيمن أحياءً وفي حالة يرثى لها. في الخلف، كانت هناك سيدة شابة مستلقية على ركبتيها على أرضية السيارة ورأسها مائلة على صدرها وتعاني صعوبة في التنفس. كانت في حاجة ماسة للمساعدة الطبية». ويواصل: «كانت غائبة عن الوعي. استردت وعيها قليلاً بفضل حقيبة التنفس، لكنها لم تكن قادرة على التفوّه بكلمة». مشيراً إلى أنه لم يكن قادراً على التعرّف على هوية الأميرة ديانا.
ونُقلت الأميرة ديانا إلى المستشفى في حدود الساعة 1:40 صباحاً ولكنها توفيت هناك بعد مرور أكثر من ساعة، أي الساعة الثالثة صباحاً تقريبا. كما قضى أيضاً رفيقها دودي الفايد وسائق السيارة هنري بول.
أطول تحقيق في تاريخ بريطانيا
انتشرت الشائعات وكثرت الأقاويل حول أسباب حادث الليدي ديانا والدوافع خلفه، وهو الأمر الذي دفع الحكومة البريطانية إلى إطلاق أكبر تحقيق وأطوله وأكثره كلفة في تاريخ البلاد لكشف الحقيقة وراء حادثة وفاة الأميرة ديانا. وعام 2008 انتهى التحقيق الذي دام ستة أشهر بعد الاستماع إلى شهادات أكثر من 250 شخصاً. وخرج المحكمون بنتيجة مفادها أن الأميرة قضت بسبب إهمال السائق هنري بول الذي كان مخموراً وقاد السيارة بسرعة جنونية في محاولة للهرب من المصورين البابراتزي.
ناصرت القضايا الانسانية وكانت أشهر نساء العالم
كان لحياة الليدي ديانا ووفاتها تأثير عظيم على الأسرة الملكية البريطانية بل وعلى العالم بأسره. وكانت واحدة من أشهر النساء حول العالم ومناصرة بارزة للقضايا الإنسانية، بما فيها جمعيات الأطفال الخيرية وإزالة الألغام الأرضية.
وتبقى حياة الأميرة ديانا ووفاتها المفاجِئة مصدر اهتمام دائم للرأي العام البريطاني وإلهام فني كبير، وهو ما يشهد عليه الكمّ الهائل من الأعمال السينمائية والوثائقية التي تتطرّق لتفاصيل حياتها، ومن ضمنها فيلم «سبنسر» Spencer وفيلم «الأميرة» The Princess، إضافة إلى المسلسل الجماهيري «التاج» The Crown الذي عُرض على شبكة «نتفليكس».