TRENDING
تانيا قسيس لـ

تانيا قسيس تجمع زمنها وتطلقه فناً. تطرق كل أبواب الحياة: وطن، حب، وامرأة ومدينة موجوعة كلها تجمعها في عمل فني، وتنطلق به نحو عالمها الموسيقي. تنشد تانيا حياتها وخبرتها وتقدمه استعراضاً، فهي تغريها تلك الموسيقى الكبيرة التي تدخل فيها البهرجة والتمثيل والتجسيد.

تانيا لا تشبه سواها من أهل الفن، فهي تفتح مجرى نبعها الخاص من ثقافة غريبة وشرقية ولغات حفظتها وأنشدت بها جميعاً.

هي التي تغني أمام الرؤساء وهؤلاء لا يرضيهم سوى الصوت المحترف والشخصية المحافظة واللحن العميق والعروض الكبيرة.

لم تمشِ تانيا قسيس في الطرق المعروفة في الفن، أغانيها تحتاج أوركسترا وصوتها يريد مسرحاً فسيحاً، وجمهورها مستمع يستمتع بتلك الموسيقى النظيفة التي تطهر الأذان.

الحب رافدها والوطن همها والموسيقى كل حياتها. جمعت بينهم جميعاً وألفت مقطوعاتها وأنشدتها بصوتها الذي ينحو باتجاه الموسيقى الكلاسيكية المطعمة باللحن الشرقي، تقدم أسلوبها الخاص بصوت فيه ترانيم الصلاة وشجو الأعماق وسلام المؤمن.


البداية من برودواي

تقول تانيا في دردشة مع "هواكم" "أنا لم اختار أن أنشر فني بطريقة مختلفة لكن حددت مساري في هذا المجال، وأردت أن يكون الفن عندي متوجهاً للحفلات "كونسرت" التي فيها أوركسترا ومسرح استعراضي. فقد أحببت المسرح الاستعراضي الأميركي لا سيما مسرحية "برودواي" وأغرمت بهذا النوع من الموسيقى وغنيته مرات كثيرة في بداياتي. كما تأثرت بفنانات الجاز والبوب والأوبرا، الذين كانوا يقدمون أعمالاً متكاملة فيها غناء وسينوغرافيا ورقص وتمثيل وعروض".

أغانيها صدى لأفكارها وترجمة لمواضيع ومواقف تعني لها. تقول تانيا حول هذه النقطة : " انا احب أن أترجم هواجسي لهذا يكون لي جلسات مع الكاتب أو الشاعر حتى أخبر ما يجول في بالي من موضوعات أحب أن أغنيها. ودوما اعطي المجال أن أترجم وجهة نظري فيما أختاره. "

لا تعتبر تانيا نفسها نخبوية فهي تحب أن تكون شعبية في سياق نخبوي، ويكون هناك مزج بين هذين الاسلوبين. ففنها فيه شيء من البوب واللاتيني والجاز وهذه الأنواع يصح سماعها في حفلات كونسرت وليس في سهرات عادية، وهذا ما يعطيها الطابع النخبوي كون الموسيقى تبدو مهمة بوجود أوركسترا كبيرة.

تأثرت بماجدة الرومي

لا تحب تانيا أن تصنف نفسها على خارطة الفن والفنانين فهي تنسج شرنقتها الخاصة بعمل موسيقي قوامه الرقص والتمثيل والموسيقى والغناء. تقول:" أنا في بداياتي تأثرت بـ"سارة برايتمان" السوبرانو البريطانية التي بدأت بالروك ثم انتقلت إلى الكلاسيك، محاولة الدمج بين هذين النوعين من الموسيقى. وأكثر ما لفت انتباهي هو عرض موسيقي قدمته في لاس فيغاس اسمه أيرين وكان عبارة عن دمج بين موسيقى الأوبرا والموسيقى الشرقية، وتأثرت بهذا الأسلوب كما تأثرت بفنانين أخرين من عالمنا العربي مثل ماجدة الرومي. من هنا حاولت أن ابني جسراً بين الموسيقى البوب والكلاسيك."


تعرف تانيا عن نفسها بأنها من جماعة الموسيقى العالمية، خاصة مع هذا الانفتاح الموجود حالياً. تقول "الموسيقى هي خير رسول لما ينتابنا وتعبير عما نفكر به سواء كانت ايقاعية او رومانسية وأكثر ما يشغلها هو التوزيع الموسيقي الذي توليها اهتماماً كبيراً لأن هذا التوزيع هو الذي يجعل الموسيقى ملفتة ومتقنة.

الفن ليس بعيداً عن معاناة الفنان لا بل هو المعاناة بحد ذاتها. هذ ما تفصح به تانيا لأنه من أصعب المجالات التي يمكن العمل فيها. وهذا التضارب بين الموسيقى والغناء الشعبي الذي يجعل الفنان مشهوراً بسرعة بينما الموسيقى الأكثر جدية تتطلب مجهوداً أكبر وتطويراً مستمر مما يجعل التعب والحظ يلعب دوراً.

أحلام تانيا أن تصل موسيقاها إلى كل الناس وترحل بهم في سفرة من حلم وجمال وطرب.

يقرأون الآن