تجربة جديدة خاضتها المخرجة الأردنية سارين هيرابديان، في أول فيلم طويل لها حمل اسم "My Sweet Land"، الذي يحكي قصة شديدة التعقيد ويبرز الجانب الإنساني لطفل نشأ في ظروف الحرب، لتوثق المخرجة قصته وتلقي الضوء على حقوق الأطفال الذين يولدون في مناطق الصراع، لتقدم نموذجًا مشابهًا لملايين الأطفال الذين يعيشون على الألم.
بطل قصة العمل طفل دفعته الظروف أن يكون واحدًا من أبناء الحروب، ففي تلك القصة الحقيقية تطرح "سارين" سؤالًا رئيسيًا هو: كيف تتحول أحلام الأطفال في ظل الحروب؟.. وتسرد "سارين" في حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية" تفاصيل أكثر عن العمل قائلة: "الفيلم مختلف كثيرًا عن أي تجربة قدّمتها من قبل، وهو يسرد قصة طفل يدعي فريج، كبر ونشأ في منطقة متنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان، تسمى ناجورنو كاراباخ، التي يسميها الأرمن آرتساخ. يحلم فريج أن يصبح طبيب أسنان القرية يومًا ما. لكن تبدأ أحلامه في التضاؤل، حيث يبدأ إدراك الواقع المظلم الذي ينتظره، في مكان قد تندلع فيه الحرب في أي لحظة، الفيلم يجيب على سؤال رئيسي من وجهه نظر "فريج" وهو ما حقوق الأطفال الأساسية التي يفقدها الأطفال عندما يولدون في أماكن الحرب وعدم الاستقرار؟".
ثمة تحديات واجهة مخرجة العمل أثناء تنفيذه، ما عرّضها للكثير من المخاطر، حيث تقول عن ذلك: "كنا نصور في منطقة حرب ولم يكن لدينا أي فكرة عما يمكن أن يحدث في اليوم التالي، أو الساعة التالية. كان من المهم أن نروي هذه القصة من وجهة نظر الولد وألا نتأثر بالسياق والتفسيرات السياسية الأكبر. بهذه الطريقة، أردت أن أروي قصة إنسانية يمكن أن تحدث للأطفال في مناطق الحرب في أي مكان في العالم.
تتشابه أحداث الفيلم مع ما يحدث حاليًا بالواقع من صراع وحروب، ربما قصدت أو لم تقصد هذا الربط الذي نسخته أحداث الفيلم، لكن المشاهد للعمل يدرك هذا الترابط، وتقول عن ذلك: "في عالمنا العربي، نعلم جميعًا ما تفعله الحروب بالناس، لقد نشأنا محاطين بعدم الاستقرار المستمر في المنطقة، ونشهد المزيد والمزيد من ذلك اليوم. إن قصة أي طفل، في أي منطقة حرب، من المهم جدًا مشاركتها مع العالم، بشرط مشاركتها بعدالة ودقة".
تضيف: "نعيش زمنًا به أفظع الحقائق التي يعيشها الأطفال بسبب الحروب، وهو ما نشهده في فلسطين اليوم. الحروب التي اختاروا عدم المشاركة فيها، لكن كما هو الحال دائمًا، الأطفال هم أول ضحايا الحروب، وقصة فريج قصة أي طفل آخر نشأ في منطقة حرب. ويتعين علينا أن نستمر في ذكر أسمائهم، وسرد قصصهم، ومشاركة حقائقهم الدقيقة، لتذكير العالم بأن هؤلاء أطفال لديهم أحلام ويستحقون أن يكبروا في سلام".
شعور بالامتنان ملأ "سارين" أن يتم اختيار فيلمها الطويل للترشيح لجوائز الأوسكار في دورته الـ97، لتقول عن ذلك: "إنه لشرف كبير أن يتم اختيار فيلمي ليمثل الأردن في الأوسكار. من خلال هذه الفرصة، نحن متحمسون لنشارك قصتنا مع جمهور أوسع حول العالم. الفن عنده القدرة لتجاوز الحدود الجغرافية والتواصل مع تجارب إنسانية مشتركة، خصوصًا بهذه الأوقات الصعبة، فأنا أشعر بامتنان للهيئة الملكية للأفلام التي آمنت برؤيتنا ودعّمت أصوات عاجلة تتحدث عن صراعات يفهمها الجميع".