سيطرت مشاعر الحزن على حفل افتتاح النسخة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية، الذي جاء في يوم تشييع النجم التونس الكبير فتحي الهداوي الذي وُريَ جثمانه الثرى صبيحة يوم الافتتاح.
واقتصرت مظاهر الافتتاح على السجادة الحمراء وعزف موسيقى الجاز في ساحة المسارح تعبيرًا عن قضايا الشعوب المضطهدة.
وانطلق الحفل بتكريم نجمين راحلين هما الفنان الشهير عربيًا في المسرح والدراما التلفزيونية والسينمائية فتحي الهداوي، الذي خطفه الموت عن عمر ناهز 63 عامًا، والناقد السينمائي خميس الخياطي الذي توفي في 18 حزيران (يونيو) الماضي عن عمر ناهز 77 عامًا.
وكرّم حفل الافتتاح أيضًا الفنانة القديرة عائشة بن أحمد التي تسلمت درع التكريم من قبل الفنان رؤوف بن عمر.
وتخلل حفل الافتتاح مداخلات موسيقية أمنها الأوركستر السمفوني التونسي وأصوات أوبرا تونس، إلى جانب مقطع غنائي للأخوين نور وسليم عرجون، وكذلك لوحة كوريغرافية حاملة لقضايا الشعوب المضطهدة وداعية لتحقيق العدالة الإنسانية.
وعُرض الفيلم اللبناني الوثائقي الطويل "واهب الحرية" للمخرج العراقي قيس الزبيدي وهو من إنتاج سنة 1987، وتم ترميمه في باريس، ويتناول عمليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد إسرائيل، والتي انطلقت من جنوب لبنان. ويرصد أبرز "العمليات الاستشهادية" التي نُفذت على المواقع العسكرية في الأراضي المحتلة.
أيضًا، عُرض الفيلم الفلسطيني القصير "ما بعد" وهو من تأليف وإخراج مها حاج وبطولة محمد بكري وتدور أحداثه حول سليمان ولبنى، زوجان منعزلان، يتعرض خيالهما المصون بعناية للتهديد عندما يستحضر شخص غريب غير مدعو حقيقة مؤلمة، ويعيش سليمان ولبنى في مزرعة منعزلة، حيث يهتمان بالأشجار، ويُجريان مناقشات ساخنة ومستمرة حول خيارات حياة أطفالهما الخمسة، وفي أحد الأيام يصل شخص غريب منزلهما ليكشف حقيقة مروعة.
تلا التكريمات تعريف ببرنامج هذه الدورة من المهرجان التي تشهد حضورًا للسينما الفلسطينية والأردنية والسنغالية في قسم "سينما تحت المجهر"، الذي يتضمن 19 فيلمًا فلسطينيًا بين 14 فيلمًا في عروض الشارع و5 أفلام في عروض القاعات، بينما تمّت برمجة 12 فيلمًا ضمن قسم "فوكيس الأردن" و14 فيلمًا ضمن قسم "فوكيس السينغال".
وتمّ تقديم الأعمال السينمائية التي تتسابق على جوائز هذه الدورة، ومنها المسابقة الوطنية الخاصة بالأفلام التونسية والتي تضم 12 عملًا سينمائيا إلى جانب لجان تحكيم مختلف المسابقات وتتنافس الأفلام في أربع مسابقات رئيسية هي الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة والأفلام الروائية القصيرة، إلى جانب الأفلام الوثائقية القصيرة.
السينما التونسية ستكون ممثلة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بأربعة أعمال هي "ماء العين" لمريم جعبر و"عايشة" لمهدي برصاوي و"الذراري الحمر" للطفي عاشور و "برج الرومي" للمنصف ذويب، أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فتضمّ أربعة أعمال تونسية هي "في ظلمات ثلاث" لحسام سلولي و"ماكون" لفارس نعناع و"ليني أفريكو" لمروان لبيب وكذلك "عالحافة" لسحر العشي.
أما مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فتتضمن من تونس "الذكريات والأحلام" لإسماعيل و"ماتيلا" لعبد الله يحيى و"شهيلي" لحبيب العايب وتقتصر المنافسة التونسية في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة على الفيلميْن "الأيام الأخيرة مع إليان" لمهدي الحجري و"أنامل" لعائدة الشامخ.
ويرأس المسابقة الدولية للأفلام الروائية المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وبعضوية الممثلة الرواندية إليان أميهير، المخرجة التونسية سلمى بكار، المنتج بيدرو بيمنتا من الموزمبيق، الصحفي السينغالي بابا ديوب، الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس والمنتجة المصرية ماريان خوري.
كما يرأس مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة المنتجة التونسية درة بوشوشة وبعضوية المخرجة المصرية أمل رمسيس، المخرج محمد سعيد أوما من جزر القمر، المنتج عمر صال من السنغال والمخرجة المغربية أسماء المدير.
أما لجنة تحكيم المسابقة الوطنية فيترأسها المخرج الجزائري سعيد ولد خليفة، وتتضمن الناقدة الفرنسية أوليفييه بارليه، الكاتبة التونسية سعاد بن سليمان والناقد السينمائي الفلسطيني سليم البيك. فيما يرأس المخرج الأردني عبد السلام الحاج لجنة تحكيم قرطاج للسينما الواعدة، وتتضمن المخرج التونسي علاء الدين أبو طالب، المبرمج الإسباني إدواردو غيّو.