TRENDING
خاص هواكم - أصوات تطالب بإنصاف خالد تاجا.. ماذا عن حنجرة ابراهيم القاشوش؟

عانى فنانو سوريا كثيرًا من سجن الرأي، وحرموا من حقهم بالتعبير حتى من خلال أعمالهم الفنية خلال حقبة حكم آل الأسد التي استمرت لمدة خمسة عقود ونيف تحكموا فيها بالبلاد والعباد.

وفيما اختار بعضهم الهجرة، وقضى بعضهم تحت التعذيب، خضع آخرون لفرائض الحكم وعملوا مرغمين تحت أعين المخابرات التي تخطى عددها في سوريا عدد المدارس كما عبّر المعارضون!

وفيما عادت صورة الفنانة التي قضت في غربتها مي سكاف إلى الواجهة مع سقوط النظام الظالم، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبارتها الشهيرة "إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد"، سأل كثيرون لماذا تم تغييب اسم الفنان خالد تاجا الذي قضى جراء التعذيب في سجن النظام؟ 

هذا السؤال يأخذ إلى مقاربة دقيقة بين روايتين حول وفاته. فالرواية المعلنة في زمن حكم آل الأسد تقول أن "تاجا" كان قد ابتعد عن العمل الفني 12 عاماً بعدما أصيب بمرض السرطان في إحدى رئتيهِ بسبب التدخين، ما أدى إلى استئصالها. ثم تجددت معركته مع المرض بعدما تجاوز سن السبعين من عمره، وانتهت تلك المعركة برحيلهِ عن عمر ناهز 73 عاما، حيث أُعلِنَت وفاته بتاريخ 4 نيسان (أبريل) 2012 في مشفى الحسين للسرطان في الأردن الذي نقل إليه قبل أربعة أيام من الوفاة.


أما الرواية الأخرى، فتقول أن أحد عناصر الأمن التابع لنظام بشار الأسد المدعو عيسى حسن محمد، اعترف حين وقع أسيراً لدى "الجيش السوري الحر في سنة 2013"، من خلال فيديو مصور أنه رأى الفنان خالد تاجا في الفرع 248 "أمن عسكري" يتعرض للتعذيب والإهانة، عندما كان يخدم فيه سنة 2012، قبل أن يُرسل بعدها بمهمة إلى حلب. ثم بعد ذلك مباشرة بأيام تم الاعلان عن وفاة خالد تاجا في مشفى الشامي بدمشق!


أمام هاتين الروايتين يقف المراقب مذهولاً بهول المرحلة التي عاناها فنانو سوريا تحت وطأة التهديد والترهيب والتعذيب، ويطرح السؤال نفسه: إذا كان هذا النظام لا يحترم المبدعين في بلاده ما لم يلتزموا بالولاء له، فكيف عامل المواطن العادي الذي ذاق مرّ الصبر على عيشه في بلد يحبّه ويمقت نظامه؟

وفيما تعالت الأصوات على منصات التواصل الاجتماعي تطالب بإنصاف "خالد تاجا"، لا بد من السؤال ماذا عن حنجرة "ابراهيم القاشوش" التي اقتلعها النظام المجرم بسبب أدائه لأغنيات مناهضة لحكمه؟ّ ومن سينصف الشهداء الذين سقطوا كرمى لبقاء الرئيس الذي فرّ هاربًا تاركًا خلفه آلاف الجرائم التي تستحق المحاسبة والعقاب؟ّ!



 قد يلوم البعض فناني سوريا الذين أعلنوا تأييدهم للنظام قبل سقوطه، لكن الحق يقال، لقد عانى شعب لبنان ترهيب هذا النظام بقدر ماعانى الشعب السوري من ظلم جهاز مخابراته وسجونه،.. وربما يكون الفنان القدير دريد لحام قد اختصر المحنة بقوله لـ"العربية": "..لو قلت رأيي في ظل نظام الرأي الواحد لجمعتم عظامي من سجن صيدنايا..!"

رحم الله خالد تاجا ومي سكاف وابراهيم القاشوش وكل مظلوم سقط ضحية الاستبداد والحكم المجرم الذي أطاح بكل رأي حر.. على أمل ولادة سوريا جديدة موحدة تُكرّم تضحيات أبنائها من كل دين ولون تحت راية واحدة..



يقرأون الآن