أقيمت مساء امس، احتفالية "لمسة وفاء"، لتكريم السيناريست المصري الراحل بشير الديك عن رحلته الفنية المميزة والطويلة التي أثري من خلالها الفن المصري والعربي بالعديد من الأعمال البارزة، إذ تميزت أعماله بالتعبير عن قضايا المجتمع المصري برؤية إنسانية راقية وبمنظور إبداعي متفرد، كما تعاون مع كبار النجوم في السينما والدراما ليقدم أعمالًا ستظل شاهدة على إبداعه وإخلاصه للفن منها " حلق حوش، ضد الحكومة، الحريف، موعد على العشاء، الشطار"، وغيرها من الأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا عند عرضها.
وودّع بشير الديك عالمنا يوم 31 كانون الأول / ديسمبر 2024، لتقرر نقابة المهن السينمائية بالتعاون مع جمعية مؤلفي الدراما واتحاد الكبار لتخصيص يوم للاحتفال بمسيرته وتكريمه عن أعماله بحضور ابنته دينا بشير الديك وعدد من صنّاع الدراما.
أشار السيناريست المصري أيمن سلامة إلى قوة العلاقة التي كانت تربطه بالراحل بشير الديك، إذ قال خلال الاحتفالية التي أقيمت مساء اليوم بعنوان "لمسة وفاء": "بشير الديك لم يكن بالنسبة لي الأستاذ والمعلم بل تخطي ذلك ومنذ اللحظة الأولى وأنا أرى فيه كل معاني النبل والوفاء، فكان من الفرسان ولم يتخل عن مبادئه مهما كان الثمن، فسيظل نتذكره ونتذكر أعماله التي أثرت وجدان كل المبدعين والفنانين والجمهور كذلك".
فيما قال السيناريست محمد الغيطي: "كان محبًا للطبيعة ولديه رغبة في تغيير العالم، وحقق نجاحًا كبيرًا في عالم الفن بدون واسطة ولا يوجد عمل واحد له فشل، وهذه معادلة صعب للغاية لكنه استطاع أن يحققها، فكان هدفه أن ينقل الطبيعة لشاشة السينما ويصنع إنسانًا سويًا، ففي فيلم "سواق الأتوبيس" رصد كل ما حدث بسلاسة وتميز وكأنك تري قصيدة سينمائية وغيرها من الأعمال التي ترك فيها بصمته فلا بد من تدريس منهج باسمه".
بينما تحدثت دينا بشير الديك عن علاقتها بوالدها وتأثيره في تكوينها الثقافي، إذ تقول: "والدي ووالدتي كانا صديقين ومعتادين على المصارحة في كل تفاصيل حياتهما اليومية، وكانت الكتب تملء بيتنا، فوالدي كان مهتمًا بالقراءة كثيرًا، ما جعلني أقرأ كثيرًا في كافة المجالات الإبداعية".
وتابعت: "كانت والدتي تلزم الهدوء عندما تراه يكتب وفي فيلم "ناجي العلي"، أخذنا شقة بجوارنا وحوّلها لمكتب لكي يكتب العمل وهذا يدل على اهتمامه بالتفاصيل أثناء الكتابة، فهو شخص منظم ويحب الهدوء وتعلمت منه الكثير، وهناك أكثر من عمل بدأ فيه وتوقف مثل عمله الولد الشقي لمحمود السعدني، وكان توقفه لأسباب خارجة عن إرادته".