بعد ترقّب شديد، أبصرت الجولة الثانية من لقاء الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف مع الإعلامي الشهير بيرس مورغان النور، وعلى عكس الجولة الأولى، بدا الحوار هادئاً وطويلاً وبعيداً عن الأفيهات وقصف الجبهات أو استجداء الترند والمشاهدات.
وتحدّث الإعلامي المصري عن تطورات القضية الفلسطينية وما يعانيه الفلسطينيون من انتهاكات وجرائم حرب عنيفة من قبل الجيش الإسرائيلي، مؤكداً في مطلع حديثه أن إسرائيل أفسدت الغرب أخلاقيّاً بشكل لا مثيل له وأنهم يحتاجون إلى كثير من الوقت لتبييض وجوههم من جديد. فالمجتمع الغربي كان يظهر بكونه ليبراليّاً متفتحاً برأيه وحامي الحقوق والحريات، إلا أن الحقيقة أظهرت العكس فهم حتى لا يستطيعون ولا يقوون على مشاهدة المجازر التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين.
الفلسطينيين ما زالوا محتفظين بمفاتيح بيوتهم القديمة
وتحدّث باسم يوسف عن تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أيام الانتداب البريطاني مستعيناً بخرائط، ومشيراً إلى أن الفلسطينيين ما زالوا محتفظين بمفاتيح بيوتهم القديمة، كما تحدّث عن فكرة صفقة القرن متسائلاً كيف للفلسطينيين ترك أرضهم والمغادرة إلى الأردن أو إلى مصر ما دمنا عرباً، ولماذا لا يأخذ الغرب إسرائيل عنده كونه يدعمها، أو أن أميركا تأخذ إسرائيل وتنشئ لها ولاية عندها، فيمكن تطبيق صفقة القرن في فلوريدا مثلاً.
أهداف باسم يوسف من الظهور مع بيرس مورغان
عقب انتهاء الحوار، شرح باسم عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، أهدافه من خوض الحوار مع الإعلامي بيرس مورغان، قائلاً إنه تكلّم مع المشاهد الغربي الذي يشاهد صورة مختلفة عن الصورة التي نراها في الشرق الأوسط، فما يُعرض له يختلف عمّا يُعرض على شاشاتنا، مشيراً إلى أن قناعات الغرب لا علاقة لها بالواقع الذي نعيشه، مشدداً: "لهذا السبب كان من المفترض أن أكلّمه بلغته وأكسبه في صفّنا".
وأضاف يوسف قائلاً إنه أراد من خلال الحوار أن يثير فضول المشاهد الغربي، بقوله أسماء مصادر ليحثّه على البحث عنها فيما بعد بنفسه، ويرى الحقيقة.
وأكّد باسم يوسف أنه أراد من خلال الحوار أن يفصل بين الصهيونية والسامية، ويكشف هوية الناس الذين يتهموننا بمعاداة السامية، وهم في الأساس أكثر كارهين لهم، بما فيهم نتنياهو.
وأشار يوسف إلى أنه نجح من خلال الحوار بتحقيق أحد أهم أهدافه، وهو الحديث عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ليثبت للغرب أن الصهيونية مشكلة أوروبية قاموا برميها علينا، ويكشف كذبهم ويضرب مصداقيتهم أمام جمهورهم الغربي.
وأشار باسم يوسف إلى أنه يأسف أن ينتظر العرب "كوميديان" ليتكّلم عن قضية ببالغ الأهمية كالقضية الفلسطينية، قائلاً: "أنا أقل واحد مؤهل إني أعمل كده بس ده موقف وانحطيت فيه واتمنى تبقى دي بداية لأسلوب تاني للحوار مع الخارج".
وحققت مقابلة يوسف، الذي يعيش في أميركا منذ سنوات، تفاعلاً واسعاً في مصر والعالم العربي، وتصدر بسببها قائمة الأكثر بحثاً على موقع "غوغل" بجانب تطبيق موقع "إكس"، إذ اعتبر كثيرون أنه نجح في توصيل صوت العرب إلى وسائل إعلام أجنبية منحازة لإسرائيل بطريقة احترافية.
وقال يوسف خلال لقائه مع بيرس مورغان، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تعد تتعلق بتدمير حركة حماس، بل لدفع الفلسطينيين إلى سيناء، قائلاً: "هذه السفينة قد أبحرت، وكل من يعتقد أن هذا الأمر يتعلق بحماس هو غبي، وأنا لا أعتقد ذلك إطلاقاً".
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من المقابلة في جزئها الثاني وما قاله يوسف في رد على سؤال حول لماذا لا تستقبل مصر الفلسطينيين؟ حيث وُصف بأنه "رد مفحم" و"جزء عظيم" حيث قال: "هذا ما تريده إسرائيل بالضبط وهذا ما سيشعل الحرب العالمية الثالثة هذا هو أسوأ حل، هؤلاء فلسطينيون وهذه أرضهم وفجأة تأخذوها، لماذا؟ بشكل أساسي هم (الفلسطينيون) يطردون من منازلهم والآن دولة أخرى عليها أخذهم؟".
رد مفحم من باسم يوسف أخرس به بيرس مورغان عندما سأله "لماذا لا تأخذون الفلسطينيين إلى سيناء أو أي دولة عربية؟" pic.twitter.com/CE0XJAjjN4
— Dr Mahmoud Saad د محمود سعد (@doc_mahmoudsaad) November 2, 2023
وتابع قائلا: "المسؤولين الإسرائيليين تحدثوا علانية عن الموضوع وقالوا لماذا لا يغادر الشعب الفلسطيني إلى سيناء؟- هل تعلم ما سيحدث؟ هؤلاء سيدفعون إلى سيناء ومليونا شخص يعيشون في مخيم للاجئين ماذا تتوقع أن يحصل؟ اضطرابات فوضى وبعد سنوات قليلة سيأتي الإعلام الغربي بكاميراتهم ويقول أنظروا إلى هؤلاء العرب يقتلون بعضهم من الجيد أن إسرائيل تخلصت منهم وبعدها سيذهبون إلى الضفة الغربية وفجأة 3.5 مليون شخص يدفعون إلى الأردن".
وأضاف باسم يوسف: "أوروبا لديها 44 دولة لماذا لا يأخذون إسرائيل؟ في أميركا هناك 50 ولاية لماذا لا يعطونهم فلوريدا؟ ماذا سيحصل بعد ذلك؟ ستنتقل إسرائيل إلى الأردن وتقول أيها السعوديون لماذا لا تأخذوا الأردنيين، هذا ليس حلاً".