تسعى الفنانة سيرين عبد النور للتعويض عن غيابها كممثلة عن الشاشة الصغيرة من خلال إطلالات مكثفة لها عبر السوشيال ميديا، أحيانا في بيتها مع أولادها وزوجها أو أثناء تحضيرها للطعام وأحياناً خلال وجودها في بعض المناسبات الفنية أو الاجتماعية وأحيانا أخرى من خلال الترويج لبعض المنتجات، وآخرها لماركة اعشاب، هذا فضلاً عن التغريدات المبهمة والغامضة التي تكتبها بين الحين والآخر على منصة "إكس".
وإذا كانت سيرين عبد النور من بين الممثلات "المغضوب" عليهن في لبنان بسبب خلافاتها مع المنتجين اللبنانيين الذين عمدوا إلى اقصائها عن أعمالهم، بعدما كانت من أبرز بطلات الدراما اللبنانية على مستوى العالم العربي، لكن ماذا عن وجودها الفني في مصر التي فرضت نفسها فيها بقوة عام 2008 عندما شاركت الفنان محمد هنيدي في بطولة فيلم "رمضان أبو العلمين حمودة" ثم ظهرت في السنة نفسها كضيفة شرف في فيلم "دخان بلا نار" الذي تم تصويره في بيروت بإنتاج لبناني مصري مشترك، قبل أن تشارك أحمد عز في دور البطولة ضمن مسلسل "الأدهم" وتدخل بعدها السينما المصرية من أبوابها العريضة من خلال فيلم "المسافر" مع النجم العالمي عمر الشريف الذي أنتجته وزارة الثقافة.
ولكن هل سيرين لم تعد مطلوبة في مصر كما قبل سنوات عدة كما يعتبر البعض؟ أو أن الأعمال التي تعرض عليها لا تناسب مسيرتها ونجاحاتها الفنية؟ كون الجمهور العربي لا يشاهدها في أي عمل مصري، علما أنها قدمت آخر أعمالها العام الماضي مع قيس الشيخ نجيب بعنوان "النسيان" من إنتاج شركة "BlueBee" المؤلف من 15 حلقة والذي كان يفترض أن ينافس في الموسم الرمضاني 2024 قبل أن يتم إخراجه من الماراثون الرمضاني ويتم عرضه على إحدى القنوات المشفرة من دون ان يحقق ما كان متوقعا منه على مستوى المشاهدة أو بالنسبة لصناعه الذين راهنوا على اسمها واسم شريكها في البطولة.
سيرين شاركت قبله في "ديفا" و"دانتيل" و"دور العمر" و"العين بالعين" وكلها أعمال عرضت على منصات وليس على الشاشة الصغيرة لتسجل سيرين بذلك غياباً عن المنافسة الرمضانية للسنة السادسة على التوالي حيث كان آخر أعمالها في هذا الإطار هو مسلسل "الهيبة- الحصاد" مع تيم حسن.
وتسعى سيرين اليوم إلى الصمود كإسم فني عريق أثبت مكانته على الساحة الفنية في العالم العربي، كما تعمل على مواجهة الموجة العاتية التي أبعدتها عن عالم التمثيل وهي حاولت أن تركز نشاطها الفني على الغناء إلى حين توفر العرض التمثيلي المناسب، فطرحت قبل عامين أغنية "هزهزة" التي أنتجتها على حسابها الخاص ولكنها لم توفق في مسعاها ولم تحقق ما كانت تخطط له، وهي في الأساس تفوقت كممثلة أكثر مما فرضت نفسها كمغنية حتى أنها تعترف بنفسها أنها ممثلة أولا ومغنية ثانياً وقبلهما هي أم وزوجة وربة منزل.
وما تتعرض له سيرين عبد النور يطال أيضاً الكثير من الممثلات اللبنانيات اللواتي كن نجمات صف أول في يوم من الأيام ومن بينهن نادين الراسي وورد الخال وحتى نيكول سابا التي ظهرت في مسلسل "الهيبة- العودة" مع تيم حسن لكنهت خرجت من التجربة بمشاكل مع شركة الصبّاح فعادت أدراجها إلى مصر ولكن ليس كبطلة كما فعلت في فيلم "التجربة الدنماركية" مع عادل إمام أو في مسلسلاتها المصرية المختلفة وهي ستطل في الموسم الرمضاني المقبل كممثلة ثانوية في مسلسل ياسمين عبد العزيز الجديد "وتقابل حبيب" كما يوضح البوستر الرسمي الخاص بالمسلسل.
ويبدو أن سيرين عبد النور التي كانت قبل ست سنوات من بين أبرز نجمات الصف الأول عربياً ترفض السير على خطى نيكول فهي لا تزال ثابتة في موقفها، راضية بإعلانات الأعشاب على تقديم تنازلات تمثيلية تبعدها عن نجومية طاغية كرستها بتعب وجهد وقطفت ثمارها نجاحا وشهرة وتألقاً ورافضة أن تطل بدور ثانوي في مسلسل لنجمة أخرى يُظهر صورة البطلة في بوستر العمل بحجم يساوي عشرة أضعاف صورتها.
وبصرف النظر عن أهمية الدور ومساحته ومن منطلق أن الأدوار المهمة لا تقاس بالمساحة والبطولة الأولى، تبقى للنجمات اعتبارات خاصة يتعاطين معها بصرامة عندما يتعلق الأمر بإطلالاتهن ويتوقفن عند كل تفصيل كبير أو صغير وربما ما رضيت به نيكول لا يمكن أن تقبل به سيرين إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
في كل الأحوال تبقى الشللية هي المسيطرة على الدراما اللبنانية وخصوصاً في شركات الإنتاج اللبنانية الكبيرة كـ "إيغل فيلمز" و"الصباح للإعلام" بحيث تتكرر الوجوه في أعمالهما وفي المقابل لا يبدو أن الدراما المصرية ستكون هي المنقذة لـ سيرين عبد النور من خلال تقديمها كبطلة أولى في أعمالها لأن "المكتوب يقرأ من عنوانه" -كما يقال- ولأن صناع الدراما في مصر يتمسكون بنجومهم ونجماتهن خصوصاً في أدوار البطولة الأولى في بلد يضم عشرات النجوم ومئات الممثلين والممثلات الموهوبين والموهوبات الذين أثبتوا أنفسهم في بلدهم قبل أن يثبتوها عربياً.