ارتبط اسم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بالسندريلا سعاد حسني في قصص الحب، وفي عالم الفن، كانا أشهر النجوم ومعشوقا الجماهير.
اقترن اسمهما في الحياة وحتى في الممات، وشاء القدر أن يجمعهما في ذاكرة الجمهور كل عام، وظلّ يوم 21 حزيران/ يونيو راسخاً ومميزاً لدى الجماهير، حيث ولد فيه عام 1929، صاحب أجمل نغمة عربية، ورحلت خلاله عن عالمنا أيقونة السينما المصرية، في التاريخ نفسه ولكن عام 2001.
يجمع الثنائي الكثير من التفاصيل، منها ما ظهر، ومنها ما خُفي عنّا. وفي فيديو نادر، تظهر سندريلا الشاشة العربية وهي تقدّم العندليب الأسمر في إحدى حفلاته في العام 1962، حيث كانت مذيعة الحفل ووصفته بكلمات رائعة أثناء تقديمها لها برومانسية بالغة.
وقالت سعاد يومها: "نقدّم لكم دلوقتي مطربنا العاطفي، البلبل الأسمر عبد الحليم حافظ "، ليهيدها على المسرح أغنية "الحلوة"، التي قيل وقتها أنه غنّاها لها، وهو ما لاقى تفاعلاً كبيراً من الجمهور الحاضر للحفل.
جمعتهما العواطف الرومانسية
البداية فنية وجمعهما فيلم واحد وهو "البنات والصيف" عام 1960. لكن هل اقتصر ما بينهما على الزمالة الفنية، أم تطور الأمر إلى الحب والزواج؟ هذا السؤال طالما كان لغزاً يشغل بال الجمهور...
بدأ حليم المغنّي قبل سعاد بنحو عشر سنوات، ولكن سينمائياً ظهر الاثنان في توقيت متقارب وأصبحا "أيقونة".
أسّس حليم بصوته الشجي لعواطف جيل ما بعد ثورة تموز/ يوليو، وكان فتى أحلام النساء، وأصبحت سعاد أيقونة الرومانسية في خيال الرجال.
عندما بدأت سعاد كان حليم نجم الجيل وفتى الثورة المدلل، وربط بينهما شيء غامض، كان من السهل استثمار نجاح الاثنين، بالحديث عن صداقة حميمة، وجيرة في الزمالك، وتقديمها لحفلات حليم، والسفر معه إلى بلدان مثل المغرب.
كانت دون العشرين ومرتاحة لإعجاب نجم العصر بها، فاستُثمرت صداقتهما لمزيد من الدعاية والتسويق للاسمين. فالفتاة التي سحرت الرجال بجمالها يحبها الشاب الذي سحر النساء بصوته.
زواج عرفي
بدأت العلاقة عام 1959، وتبنّى الصحافي مفيد فوزي فرضية "الزواج العرفي". كما نشرت شقيقة السندريلا جانجاه عبدالمنعم، وثيقة زواجها من عبدالحليم حافظ في سبتمبر 2016، على الهواء خلال حوار مع الإعلامي وائل الإبراشي ببرنامج "العاشرة مساء".
ووفقاً للوثيقة، فإن الزواج تم يوم 3 نيسان/ أبريل من العام 1960، بعقدٍ عرفي وبشهادة الفنان يوسف وهبي والإعلامي وجدي الحكيم، وتم عقده بواسطة شيخ الأزهر الإمام حسن مأمون. وهذا أول ما يطعن في مصداقيته الوثيقة لأن مأمون لم يتولَّ المشيخة إلا عام 1964 أي بعد انتهاء العلاقة.
والطريف أن عقد الزواج المزعوم لم يخرج للعلن إلا بعد وفاة الشاهدين المزعومين: يوسف وهبي ووجدي الحكيم، ووفاة أصحاب القصة أصلاً، التي ما زالت تكبر وتتشعب بقوة خيال المستثمرين فيها.
سعاد حسني تنفي زواجها من حليم
وعلّقت سعاد حسني، في حوار نشر الكاتب الصحفي "سربيه" مقاطع منه، قائلة: "كل ما أشيع عن زواج تم، أو زواج سيتم بيني وبين عبد الحليم حافظ، ليس إلا مجرد شائعات، أولاً الحب ليس عيباً أو حراماً، إن كنت أحب عبد الحليم، ليس هناك ما يدعو لكي أنكر هذا الحب".