رحلة بين القاهرة وبيروت تكشف النبوءة
خلال رحلته الجوية من القاهرة إلى بيروت، حاولت سلوى القدسي، خطيبة الموسيقار فريد الأطرش، إقناعه بأن يأخذ فترة راحة في ذلك الصيف، بعيداً عن ضغط الأفلام والحفلات. لكن فريد أصرّ على استكمال تصوير فيلمه الجديد “نغم في حياتي”، موضحاً أنّه تقاضى العربون وصرفه بالكامل، وبالتالي لم يكن قادراً على الاعتذار أو التراجع عن المشروع.
حديث عابر يتحوّل إلى توقع خطير
بحسب ما نقلته مجلة “الموعد”، تنهد فريد الأطرش خلال الرحلة وقال لسلوى: “أشعر أنّ هذا الفيلم سيكون آخر الأفلام التي سأمثّلها في حياتي، ولذلك كنت أريد أن أسمّيه: آخر أيام حياتي.”
سلوى اعترضت على حديثه واعتبرته تشاؤماً، لكن فريد حاول تهدئتها، مؤكداً أنّه يشعر بأهمية خاصة لهذا العمل وأنه سيكون محطة لافتة في مسيرته.
سعاد حسني… الدور الذي لم يتحقق
كشف فريد أنه كان يتمنى أن تكون سعاد حسني بطلة الفيلم، قائلاً إنه لطالما أحب أن يجمعهما عمل سينمائي واحد. غير أنّ انشغال سعاد بمشاريع فنية تمتد لتسعة أشهر حال دون ذلك.
وعندما ذكّرته سلوى بأنه وافق على ترشيح ميرفت أمين، أوضح فريد أنّه قبِل اقتراح المخرج هنري بركات بعدما تأكد من عدم توفر سعاد في تلك الفترة. ومع ذلك، أشار إلى أنه حصل بالفعل على موافقة سعاد حسني للمشاركة مستقبلاً في فيلم من إنتاجه.
الفيلم الأخير… والرحيل قبل العرض
أتمّ فريد الأطرش تصوير “نغم في حياتي”، قبل أن يرحل في ديسمبر 1974. وبعد وفاته، عُرض الفيلم في أغسطس 1975، ليصبح فعلاً آخر أفلامه، كما تنبأ في تلك الرحلة، تاركاً خلفه عملاً يحمل الكثير من الدلالات والحنين.