Sly”" عنوان وثائقي يعرض على منصة نتفليكس عن حياة النجم العالمي سيلفستر ستالون.
يتناول هذا الوثائقي مجمل حياة النجم الذي اشتهر بأفلام الأكشن والحركة. طفولته نشأته نجاحاته وإخفاقاته. يرويها شخصياً ويعلق على كل محطة في حياته. ويتناول بالتفصيل حيثيات وظروف كل فيلم قدمه منذ البداية وحتى اللحظة.
ولد سيلفستر في السادس من يوليو عام 1946، في نيويورك، من عائلة إيطالية. والده من أصول إيطالية، ووالدته أصولها أوكرانية يهودية، وله أخ وحيد. لم تكن حياة النجم الهوليودي سهلة بل كانت مليئة بالقسوة والفقر والتشرد.
شلل من الولادة
عاش حياةً مظلمة مع أب قاسي جداً كان يعمل كحلاق وأم تعمل في بيع السجائر. عندما انفصل والداه عاش سيلفستر في كنف والده بينما عاش شقيقه مع والدته.
ولادته كانت في حافلة ركاب عندما فاجىء الطلق والدته، فأخذها أحد الركب إلى إحدى المستشفيات الخيرية حيث أنجبته.
وتسببت ولادته في تعرضه لشلل نصفي في الجهة اليسرى من وجهه وتلعثم في الكلام، بسبب الملاقط التي اخرجته للحياة عندما شد بقوة فانقطع عصب في وجهه وأثر هذا الشلل باقٍ إلى الآن، متمثلا في ميلان الشفة والعيون للأسفل وطريقة الكلام.
الأب السيء ظهر في افلامه
لم يكن ستالون على علاقة جيدة مع والده الذي كان قاسياً جداً ويضربه باستمرار. ومنه استقى شخصيات عديدة أشركها في أفلامه التي مثلها يظهر فيها سوء معاملته وإهماله له.
عاش النجم مشرداً ينام في مداخل المنازل والمكتبات والطرقات. ومن هناك اكتسب حب الناس الذين تعاطفوا معه وبدأ يشعر بتلك العلاقة التي تجمعه بالأخرين وبات هؤلاء هم الجزء الأهم في حياته، يسعى إلى إرضائهم ونيل عطفهم ومحبتهم. وهذا ما جعله دوماً يبحث عن أفلام وأعمال يمكن أن تلقى حب الجماهير له.
الولد المنبوذ صار أسطورة
لم يكن ستالون مجتهداً في المدرسة لا بل كان مشاغباً وضالاً تنقل بين العديد من المدراس، التي كانت تطرده حتى وصل الأمر بأنه لا يوجد مدرسة تريد احتوائه.
كان عصبياً ومقاتلاً منذ صغره. تستهويه أفلام القوة والبطولة وكمال الأجسام ويعشق التمثيل.
شاء القدر أن يعمل في احدى دور السينما وهناك استطاع أن يشاهد كل الأفلام مجاناً ويعيد مشاهدتها لمرات عديدة، فتفتحت عنده قريحة الكتابة فراح يعيد كتابة هذه السيناريوهات ويعدل عليها حسب رؤيته. وباتت الكتابة شغفه إلى جانب التمثيل والسينما.
تابع شغفه واتصل بالعديد من المنتجين ولكن لم يلق فرصته ودوماً كان شكل وجهه وصوته الأجش هو العائق. إلى أن لقي فرصته في فيلم The Party at Kitty and Stud's) الذي أُنتج عام 1970، حيث حصل فيه على دور صغير ولم يحقق نجاحاً كبيراً. ثم اشترك في الكثير من الأفلام (ما يقارب الثمانية)، لكنها لم تحقق نجاحاً كبيراً. ولكن في سنة 1976، اشترك في فيلم Cannonball، وكان هو أول خطواته على طريق البطولة السينمائية.
المجد غير المنتظر
أتاه المجد من حيث لا يدري وانقلبت حياته رأساً على عقب. أثناء مباراة للملاكمة لمحمد علي كلاي جاءت له فكرة سيناريو. عكف ليل نهار على كتابته حتى أنهاه في ثلاثة أيام فقط، ووضع له اسم "روكي".
اتجه بفكرته لبعض المنتجين الذين قدموا له عرضًا بشراء السيناريو مقابل 125 ألف دولار، لكنهم رفضوا أن يمنحوا ستالون فرصة العمل في الفيلم، لذلك رفض العرض، وبعدها بأسبوعين اتجه إلى المنتجين أنفسهم في محاولة لتجديد عرضه بأن يحصل على دور البطولة، لكنهم أصروا على شراء السيناريو فقط، مقدمين عرضًا مغريًا آخر هو 200 ألف دولار، مع ذلك استمر في الرفض.
لكن في نهاية المطاف، سمح له أحد المنتجين أن يحصل على بطولة الفيلم، لكن مقابل 35 ألف دولار فقط. فوافق وبدأ التغيير نحو المجد والنجومية. إذ نجح الفيلم بشكل لا يصدق وقالت الصحافة يومها، بزغ ممثل جديد في هولييود يوازي الباتشينو.
سبب نجاح فيلم روكي
لم يكن فيلم روكي لينجح لولا بعض التعديل على الشخصية التي كانت تظهر فجة وشرسة فغيرها سلفستر إلى شخصية محبة، فوجد له حبيبة ولاقى استحساناً كبيراً. وحظي بجائزة الأوسكار.
وبعد نجاح “روكي”، انطلقت سلسلة أفلام تتناول سيرة حياة ملاكم خيالي يُدعى روكي بالبوا، حيث تم إنتاج 6 أفلام تلت نجاح الأول، وهي “روكي 2” (1979)، “روكي 3” (1982)، “روكي 4” (1985)، “روكي 5” (1990)، وبعد توقف طويل صدر “روكي بالبوا” (2006)، تلاه “كريد” في (2015)، و”كريد 2″ في (2018).
عاش الموت مرات عديدة أثناء التصوير
وخلال الفيلم الوثائقي، كشف ستالون أنه تعرّض خلال تصوير الجزء الرابع عام 1985، إلى ضربة مؤذية جداً، من زميله النجم السويدي العملاق دولف لوندغرين، اضطرته إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج، لأنها كانت شبه قاضية. عضلات القلب بدأت بالتورم نتيجة تعرض الصدر إلى ضربات متوالية. كادت أن تودي بحياته. هو الذي رأى الموت مرات عديدة وأصيب بعدة ضربات وكسور وعمليات جراحية نتيجة هذه الأفلام المليئة بالمخاطر والحركة.
يقول ستالون "هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء والجهد والألم واترك عائلتي وأولادي من أجل النجاح والنجومية. لكن السينما كانت كل حياتي كتبت ومثلت وانتجت واخرجت ولم أكتف ابداً. دوماً كنت أبحث عن شيء آخر وجديد".
هذه ليست حياة بل فن
ولم يكتف بطل الخوارق والتحديات والمخاطر والحركة بل أبتكر شخصية رامبو التي حولته إلى اسطورة، وانغمس في هذه الشخصية التي لا تقهر. وعندما حاول الخروج منها لم يفلح ولم ينجح وباءت كل أفلامه خارج هذا الإطار بالفشل.
لينهي الفيلم الوثائقي بالقول لولا حب العائلة والأولاد كل هذا المجد باطل، وكل هذه الحياة المجيدة ليست بشيء، سوى حياة خرافية من صنع الخيال لا معنى لها بلا الحب.
فهذه ليست حياة بل فن من تشكيلات الخيال. لكن ما يستحق التنفس والحياة والاهتمام هو العائلة. ولأن في الحياة هناك فجوات يجب ملؤها حتى تكتمل كان الفن هو الأمل ويجب دوماً أن تكون النهايات سعيدة .