TRENDING
هيثم أحمد زكي.. سيرة حياة بدأت وسط القبور وانتهت بمأساة

هيثم أحمد زكي

إبن الحياة والفن عاش وحيداً يسير في مواكب الموت يشيّع أحباءه حتى وافته المنية وهو شاب. هيثم أحمد زكي ابن الـ35 ربيعاً رحل كزهرة لوتس نيلية، أورق وأزهر وأثمر معاً وعاش في وحول الماء وما أن فاح عطره حتى ابتلعه النهر.

عاش طريد الموت

حكاية شاب موهوب عنوانها الفراق والسواد. ولد عام 1984ورحل في 7 نوفمبر عام 2019. رحلت والدته الممثلة هالة فؤاد وهو لم يبلغ العاشرة من العمر.

عاش كالطريد مشرداً، احتضنه جداه وما لبثا أن فارقا الحياة وهو لم يبلغ 14 من عمره. انتقل إلى كنف خاله فهذا أيضاً رحل بعد عامين.

الطفل يمشي وحيداً إلا من رفقة قافلة الموت. ومن ثم يذهب صوب والده الفنان الكبير أحمد زكي ويعيش معه 5 سنوات ليغدر به الموت ويرحل أيضاً. والشاب لم يبلغ من العمر 21 سنة.

هذه سيرة حياة مفتوحة وسط القبور. عيشها ظالم. ونهايتها مأساوية. هيثم أحمد زكي ناسه راحلون مدفنون وله هناك أكثر ما له هنا في هذه الحياة فرحل صوبهم وهو في عز شبابه.

الفن أتاه من باب الرحيل

حتى الفن أتاه من باب الرحيل ليكمل ما بدأه والده في فيلم "حليم" فصور المشاهد المتبقية عام 2006 وفتح بذلك ملفه الفني الذي سيطوى سريعاً.

الفن قدره كما الموت، في عام 2007 شارك في بطولة "البلياتشو" فيلم مصري تدور أحداثه في إطار تشويقي، حيث يعبر الفيلم من خلال شخصية «البلياتشو» عن قضايا القهر والطغيان الذي يتعرض لهما بعض البسطاء، كما يتناول الفيلم العديد من القضايا الاجتماعية، والسياسية التي تهم المجتمع المصري.

القاسم المشترك بينه وبين أهله الموت. وتركته من والده كانت الوحدة. كما بدأ رحل. ومثلما بدأت رحلته الفنية مع المخرج شريف عرفة في فيلم «حليم»، انتهت أيضاً مع نفس المخرج الذي استعان به فيلم "الكنز" الذي كان أخر أعماله.

حياته أكبر دراما في عالم التراجيديا. عاش ملتحفاً بالسواد وأراد أن يقود حياته وسط كوكبة الرحيل، فأحب وحلُم أن يكون له عائلة وقلب يأوي إليه لكن حتى في ذلك أنشطر عن مسلك الحياة الطبيعية.

الرحيل المفجع

رحل في منزله وحيداً. توفي في الساعات الأولى من صباح الخميس 7 نوفمبر 2019 إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، وعُثر على جثته في منزله الكائن في ضاحية الشيخ زايد بمحافظة الجيزة في مصر بعد تلقي بلاغا من خطيبته أنجي سلامة بأنه متغيب ولا يرد على الهاتف.

منذ رحيله والوسط الفني ما زال يعيش الصدمة ويستذكر رحيل وحياة شاب عاش مظلوماً من قدر لم يكن رحوماً.

صفعات الحياة لا ترحم

عدا عن الموت والوحدة التي لفت حياة الشاب الفنان. كانت صفعات الأيام عليه ثقيلة ومبرحة ففي يناير 2011 اتهم بجريمة قتل. إذ كان يملك مسدساً ورثه عن والده، سُرِق منه في فترة ثورة يناير، ونفذت بهِ جريمة قتل في صعيد مصر فظل متخفياً حتى قبض على القاتل الحقيقي، وتبرئتهُ من تهمة القتل. أصدقاء الراحل بنوا مسجدا باسمه مسجد هيثم أحمد زكي.

توافق مع والدته بالسن، فقُطعت شجرة العمر عندهما بـ 35 عاماً وتوافق مع والده بالوحدة. والكل اجتمع في المثوى الأخير. تاركين خلفهم ذكريات عطرة يستردها الأحباء والفنانين بأقوال الرثاء والمحبة.

أخر أعمال هيثم أحمد زكى

أخر أعمال هيثم أحمد زكى السينمائية مشاركته في فيلم «الكنز»، وشارك في بطولة الجزأين، وجاء العمل من بطولة «محمد سعد، محمد رمضان، هند صبري، أحمد رزق، روبي، أمينة خليل، هاني عادل، سوسن بدر وغيرهم.

بينما آخر عمل درامي قام به كان في مسلسل «علامة استفهام » الذى عرض في عام 2019، وشارك في بطولته الفنان محمد رجب، ميريهان حسين، محمود البزاوي، جيهان خليل، جاء من إخراج سميح النقاش، وتأليف إسلام حافظ.

ومن أعماله الدرامية التي قدمها:

الجماعة 2010 كضيف شرف-دوران شبرا 2011- الصفعة 2012- إمبراطورية مين (مسلسل) 2014 كضيف شرف-السبع وصايا 2014-استاذ ورئيس قسم 2015- مصاعب الغربة 2015 - -كلبش 2 2018.


يقرأون الآن