في مثل هذا اليوم، منذ 16 عاماً، رحلت الفنانة الكبيرة سلوى القطريب عن عمر يناهز الـ ٥٦ عامًا، بعد اصابتها بجلطة دماغية.
تربعت سلوى القطريب ملكة على عرش الفن بحضورها المسرحي المميّز، ولم ينطفئ نجم الـ"My Fair Lady" أو "سيدتي الجميلة"، كما لقبت، حتّى بعد رحيلها.
ولدت سلوى القطريب في 17 أيلول 1953 في العاصمة العراقية بغداد، وهي في الأصل من المينا بطرابلس. والدتها فدوى جبور ووالدها عازف العود القدير ومغني الموشحات صليبا القطريب، الذي تعاون مع كبار الملحنين والفنانين أمثال محمد عبد الوهاب، والشيخ زكريا أحمد وكل من عزف على العود في الثلاثينات.
نشأت سلوى على حب الموسيقى في بيت فني ليمنّ الله عليها بصوت لا مثيل له فصقلت موهبتها بمساعدة والدها الذي لقّنها أصول الغناء.
بدأت مشوارها الفني في العشرين من عمرها، وحققت نجاحاً كبيراً بعد لقائها صدفةً بالمؤلف الموسيقي والمخرج المسرحي روميو لحود حين كان خطيب شقيقتها ألكسندرا.
أعجب لحود بصوتها ولفتته طلّتها البهيّة، فشكلا ثنائياً فنياً مميّزاً بدءاً من العام 1974، وقدّما أعمالاً ناجحة في الغناء والمسرح. جسّدت القطريب أدوار البطولة في مسرحياته إلى جانب نخبة من الفنانين الكبار، منهم: أنطوان كرباج، ملحم بركات، إيلي شويري، عبدو ياغي، طوني حنا، غسان صليبا وعصام رجّي، كما تعاملت مع أهم الملحنين ومن بينهم زكي ناصيف وإيلي الشويري وإلياس الرحباني. ومن أهم أعمالها المسرحية "سنغف سنغف"، "بنت الجبل"، "زمرّد" و"أوكسيجين".
عرض عليها "تلفزيون لبنان" المشاركة في مسلسل "شهرزاد"، وكانت هذه الخطوة محطة مهمة في مسيرتها الفنية اذ عُرفت من خلالها في العالم العربي.
كرت بعدها سبحة الأعمال، وانهالت عليها العروض فأحيت مهرجان "مسرح الأندلس" في الكويت عام 1980. وشاركت في مهرجان الأغنية العربية بالجزائر عام 1984. وقدّمت مسرحية "الحلم الثالث" في "معرض بغداد الدولي" لتلبي دعوات وزارات الثقافة في دول عربية عدة منها الأردن، سوريا، الامارات العربية المتحدة لإقامة الحفلات الفنية. كما تألّقت بإطلالتها المميزة في مهرجانات جرش، ومنحت جائزة المهرجان التقديرية عام 1987.
في رصيدها الفني أكثر من 120 أغنية، أهمها: "طال السهر"، "خدني معك"، "شو في خلف البحر"، "على نبع الميي"، "بدي غنّي"، "وعدوني"، "قالولي العيد بعيوني"، "اسمك بقلبي"، "سرقني الوقت"، "يمكن بكرا"، "يا رايح"، وغيرها.
نالت القطريب الكثير من الجوائز والدروع والميداليات تكريماً لعطائها الفني المميّز أبرزها: جائزة سعيد عقل عام 1976، جائزة تقدير للعطاء الفني من مدينة لوس أنجليس عام 1989، دروع تقديرية من العماد إميل لحود وإبراهيم طنوس ودرع تكريمي من بلدية عمشيت وميدالية الاستحقاق الذهبي برتبة ضابط من رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان.