قدمت الإعلامية الكويتية فجر السعيد، اعتذاراً علنياً لرئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي، حميد الشطري، بعد أزمة قانونية أثارت تفاعلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية.
جاء هذا الاعتذار بعد قرار محكمة الجنايات في الكويت بسجنها ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، قبل أن يتم إخلاء سبيلها بكفالة مالية إثر تنازل السفارة العراقية عن القضية.
ونشرت فجر السعيد اعتذارها عبر حسابها في منصة "إكس"، حيث أكدت رغبتها في الحفاظ على العلاقات الطيبة بين الكويت والعراق، قائلة: "حرصا مني على العلاقات الطيبة الكويتية العراقية بين البلدين بشخصي وبصفتي إعلامية، أقدم اعتذاري لحميد رشيد فليح الشطري شخصيا ولأسرته الكريمة، وأيضاً لمنصبه كرئيس لجهاز المخابرات الوطني العراقي، مما قد بدر مني من أخطاء، وخير الخطائين التوابون".
كما أضافت في منشورها: "نلتمس منكم الصفح والتسامح والتصالح في الدنيا ويوم الدين"، مشددة على رغبتها في طي صفحة الخلافات، واختتمت اعتذارها بآية قرآنية: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله"، في إشارة إلى أهمية العفو والتسامح، كما ختمت المنشور بعبارة موجزة: "هذا اعتذار مني، وكل عام وأنتم بخير".
وتفاعل عدد من متابعي فجر السعيد مع اعتذارها، كما تفاعلت الفنانة المصرية بدرية طلبة، معربة عن سعادتها بإطلاق سراح فجر السعيد، وعودتها للتفاعل مرة أخرى عبر منصات التواصل الاجتماعي.
اعتذار وتسامح
— فجر السعيد 🇰🇼🎥 (@AlsaeedFajer) March 4, 2025
بسم الله الرحمن الرحيم
حرصا مني على العلاقات الطيبه الكويتيه العراقيه بين البلدين بشخصي وبصفتي اعلاميه اعتذر لسيد المحترم حميد رشيد فليح الشطري اعتذر له لشخصه الكريم وكافة افراد اسرته الكرام وبصفته ومنصبه ك رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي مما قد… pic.twitter.com/N6nLGygQ2z
وقد جاء اعتذار فجر السعيد بعد سلسلة من التطورات القانونية التي واجهتها في الكويت، حيث قررت محكمة الجنايات، في 13 فبراير\شباط الماضي، إصدار حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، وذلك على خلفية اتهامها بارتكاب جريمة تتعلق بأمن الدولة، بالإضافة إلى إذاعة أخبار كاذبة ونقل أخبار مختلقة.
ولم تكن هذه القضية هي الوحيدة التي واجهتها السعيد، حيث أُحيلت إلى المحاكمة أيضاً في قضية منفصلة بتهمة الإساءة إلى رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.
وبعد أيام قليلة من صدور الحكم الأول، قررت المحكمة ذاتها في 20 فبراير\شباط 2025 الإفراج عن الإعلامية الكويتية بكفالة مالية بلغت 1000 دينار كويتي، وذلك بعد أن تنازل محامي السفارة العراقية عن الدعوى المقدمة ضدها.
وفي تطور لافت، أعلنت السفارة العراقية في الكويت، بتاريخ 13 فبراير\شباط 2025، أنها سحبت الدعوى القضائية التي كانت قد رفعتها ضد فجر السعيد. وأوضحت السفارة أن هذه الخطوة جاءت تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وذلك بعد تقديم الإعلامية اعتذاراً رسمياً.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها فجر السعيد الجدل بتصريحاتها ومواقفها، حيث تُعرف بأسلوبها الحاد في النقد، وهو ما جعلها محل انتقادات قانونية وإعلامية على مدار السنوات الماضية.
لكن هذه المرة، يبدو أن السعيد اختارت التراجع خطوة إلى الخلف، في محاولة لإنهاء الأزمة بشكل ودي بعد تدخل السلطات العراقية وإبداء رغبتها في المصالحة، كما أنها أكدت في منشور سابق اعتزالها للنقد السياسي حفاظاً على العلاقات.