تعيش الدراما المصرية مرحلة صعبة تركت تداعياتها على الفنانين والمخرجين والصناعة الدرامية كما على القنوات العارضة لهذه الأعمال خصوصاً بعد أن تدخلت الدولة المصرية بشكل مباشر معلنةً عن خطوات حاسمة وفورية وسط اتهامات وجّهت لبعض الأعمال بعدم احترام عادات وتقاليد المجتمع المصري وعدم مراعاة القيم المصرية، ووصل الأمر إلى حد رفع قضية على أحد المسلسلات المصرية بتهمة المسّ بالذات الإلهية وتشجيع الزنا.
ولم يقتصر الأمر على الدراما المصرية بل هو طال أيضاً بعض البرامج أبرزها "العرافة" لـ بسمة وهبة الذي تم توقيفه، كما توجد نية لمحاسبة رامز جلال بسبب برنامج "رامز إيلون مصر" بعد انتهاء رمضان لأنه كما قيل "إرتكب" 30 جريمة في حق 30 شخصية استضافها في برنامجه عندما قال بـ "تكبيلها" وفي هذا التصرف احتجاز واضح لها.
وسرعان ما تفاقمت الأزمة أكثر بعد انتشار أخبار عن سحب المعلنين لإعلاناتهم من محطات "أم بي سي" بسبب الإنتقادات الواسعة لعرضها بما تم وصفه بـ"دراما البلطجة والمسيئة للدولة" مما استدعى تدخل الإعلامي عمرو أديب على الخط مشيراً إلى أنه لا يجوز تحميل تبعات انهيار الدراما المصرية إلى محطة معينة وأن حلّ المشكلة لا يكون بهذه الطريقة.
وقال عمرو أديب "تابعت محاولات البعض بشكل واضح إلصاق تهمة "إنهيار الدراما" إلى أم بى سي مصر، وكأن المشكلة المثارة سببها محطة بعينها وإنتاج معين. طريقة التخلص من المشكلة بإلقائها على طرف ثاني أو ثالث لن تحل الامور ولن تطور أبداً صناعة الدراما. كما تعجبت من أخبار سحب المعلنين لإعلاناتهم من محطات أم بى سي وهو الأمر الذي أستطيع أن أنفيه. ولو قررنا أن نفكر بهذا المنهج فيمكن لهيئة الترفيه وموسم الرياض أن تسحب رعايتها هي الأخرى لمسلسلات مصرية رمضانية والعديد من إنتاجات الشركة المتحدة. وماذا أيضا لو قرر السوق السعودي مقاطعة الافلام المصرية في دور العرض والمنصات؟ خطوات المقاطعة ستكون متبادلة طبعا، كل ذلك لأن البعض قرر أن يكون الحل بتحميل المسؤولية للغير. لو نريد علاجاً فلنجلس جميعا ونتحدث ولا نهزّ المركب كله ونتبادل الاتهامات، المشاهد أمانة في أيدينا ولكن أن نتخلص من المشكلة بإلقائها على الغير، هذا لن يصلح شيئا وليس من مصلحة أحد في نهاية هذا الموسم الناجح أن نهيل التراب على عمل الفنانين المصريين سواء داخل "أم بى سي مصر" أو خارجها".