TRENDING
إلى إليسا المؤثرة صاحبة الإحساس المرهف والكلمة المتفجّرة

إليسا

سألت اليسا: "فدا مين عم يستشهدوا الإعلاميين والابرياء بل الجنوب!!! ضيعان الشباب والله يصبر أهلكن."

مرات عدة فتحت إليسا النار عليها بسبب التعبير عن مواقفها، التي توقع نفسها فيها بين براثن الانتقاد والكلام الثقيل.

تأتيها الدروس على شكل لعنة وشتائم وفي أحسن الأحوال امتعاض. وتمعن الإجابات بالرد فيضعونها في أماكن لا تليق بها ولا تستحقها.

في كلامها إليسا تتحسر على الشهداء الإعلاميين والأبرياء وتدعو لأهلهم بالصبر. لكن الجدل كان حول كلمة فدا مين؟

ربما فات إليسا وهي على استعجال، أو في إحساس نقمة مغروسة في مكان ما، أو لحظة مشاعر عارمة أو استهجان من كل ما يحصل، أو لحظة غضب أو لا ندري ماذا، فقالت ما قالته.

هؤلاء رحلوا نتيجة شراسة الغول الذي يحيط بنا. لا يفرق بين بريء وطفل وصحافي وطبيب ومنجد، هو سيف مرّ مسلط على أعناقنا يقتل بشراهة الشياطين وبنجاسة أبشع الأشرار.

رحلوا فداء الحقيقة التي ننتظرها ونحن في بيوتنا وهم على أفواه الجبهات ينقلونا لنا الحدث. لكن من لا يريد الحقيقة يقتلها.

رحلوا فداء المهنة التي هي مأكلهم ومشربهم وسترتهم. مهنة خطرة وصعبة ومهمات لا يقوم بها إلا الابطال المتسلحين بالجرأة.

رحلوا فداء كلمتهم الحرة المصانة في القوانين الدولية. لكن من لا يعرف القوانين ولا يعترف بالحرية يقتل ولا يرف له جفن ولا من يُسائله.

رحلوا فداء هذا الوطن الرابض بسلام وهناك من ينتهك سلامه من كل الجهات.

رحلوا فداء الغبن الذي نعيشه مع جار يقضمنا ويدكنا ويقتلنا.

رحلوا لأن الأبالسة تحكم هذا الكون. والأبرياء لم تأت ساعتهم بعد. فاستفردوا فيهم. فذهبوا فداء الحق والبراءة والشباب.

عندما يكون الوجع كبير والصدمة عاتية قد نكتب دون وعي. تتداخل الألسن ويضيع المنطق ويُشل العقل. ربما اليسا خانها المنطق فأخطأت. وأرادت أن تحتج فأخفقت.

لأنها مؤثرة ومكانتها عالية. يجب أن تمر كلمتها في عنق جمل تدرسها جيداً وتتمضمض فيها مرات عدة قبل أن تتفوه بها.

لأن إليسا نغم سمعنا وصورة عيوننا ورفيقة مشاعرنا. كلمتها تسقط فينا كحجر في بركة قادرة أن تحرك مياهها في كل الاتجاهات، لذا عليها أن تختار الاتجاه الأصح والحركة التي تقرب ولا تنفر.

لأن اليسا ملكة الإحساس، يُنتظر أن يكون إحساسها مرهفاً نقياً يزود ولا يخذل. يرفع ولا يحبط.

لكن إليسا لا تتوانى بالتعبير عن رأيها وتلقيه متفجراً حارقاً. فمنهم من يجده فجاجة ومنهم من يجده ثورة ومنهم من يجده محقاً. لكن لا شك هي تشعل بلبلة. وتحصده كلاماً مُنفراً ومُعيباً.

وبالمقابل هناك من يتربص بها وينتظرها على كلمة أو همسة حتى يزيح سترها. خاصة وهي معروفة بموقفها السياسي وعندها اتجاه واضح. فمن لا يتلاقى معها يحب أن يعريها ويتفرج على عورتها.

فهل تبالي إليسا لكل هذه النقمة والانتقادات؟

حتى تاريخه هي لا تبالي. تقول كلمتها وتمشي حتى ولو كان السكين على عنقها يحز.

ما زالت تعبر عن رأيها بكل أريحية غير آبهة لكل الحروب عليها.


يقرأون الآن