TRENDING
أريج الحاج

أريج الحاج كوميدية تلبس أثواب العصرية في فن مبتكر يصلح لهذا الزمان. موهبة متفتحة على اختراع شخصيات من واقع الحال. عرفت كيف تولد من بيئات مختلفة وتندمج في الدور حتى صارت شخصية فيها كل نكهات مجتمعنا اللبناني المتنافر والمتجاذب.

هي الست سهام في برنامج "كتير هلقد" فقرة لسيدة جبلية تحكي عن عادات القرى والجبال وتعيدنا نحو أفكار الجدود. أدواتها لهجتها وحرف القاف وقرعة المتة الذي يميز الطائفة الدرزية. أبنة راشيا الوادي الخبيرة بعادات ومسلك بيئتها تنسج في نصها تلك الحكايات والخبريات المضحكة. لباسها فلكلوري مضحك ولسانها جالب للسخرية الجميلة.

تعرف أريج كيف تسلك بين الحروف والصور فلا تغالي في سخريتها حتى تصبح مرفوضة وجارحة ولا تبالغ في ظهورها فتصبح غير مقبولة. تَزِين اسكتشاتها ببراعة فتعطي الصورة الهزلية قيمتها فترسم بسمة. وتعرف كيف تحكي نصها بذكاء فتصبح جرعتها مقبولة ومضحكة.

أجمل ما في حضورها إنها قادرة أن تكون الجميع. ففي واقعنا اللبناني هناك شخصيات تمثل جهة أو حزب أو طائفة. وأريج أخذت هذه الشخصيات ونفذتها على طريقتها بالشكل والخطاب. وبرعت في إيصال الرسالة تماماً كما هي في الواقع واستطاعت أن تصل إلى عمق هذه الشخصيات وتجسدها كلها.

مبدعة في كل ما تفعل. وقادرة دوماً أن تولد ضحكة وتكون كوميدية بدرجة عالية.  كأن بها مفطورة على الطرافة. فقلما نجد مثل هذه الموهبة الخلاقة التي تستطيع أن تكتب وتنفذ وتمثل. وهي تفعل كل هذا بقريحة مفتوحة على الاختراع المتجدد.

لا تستعمل اريج الحاج خطاباً نابياً أو تعابير مقززة كما هي حال الكثير من الكوميديين المتواجدين على الساحة اليوم. بل جرعتها مدروسة دون أن تقع بالمرفوض والابتذال وتقيس كلامها بميزان الفطنة. وهذا يفتح أمامنا حقيقة ما يجري فنضحك فيما نحن يجب أن نكون حزانى.

قد لا يطيب للبعض ما تقدمه أريج الحاج خاصة عندما تتسربل بلباس طائفة معينة. فتشن عليها حروب الرفض. علماً هي لا تحقر أحد. بل تفرش المدى بشخصية فاقعة قادرة أن تدخلنا في أجواء معينة. معتبرين أن هذه الأجواء مقدسة. وهي في الواقع حقيقية وطبيعية وموجودة في حياتنا ولا تمت إلى القدسية بشيء.

جل ما تفعله أنها تأخذ هذا الواقع وتضعه في إطار كوميدي وتنجح فيما تقدمه لأنه خالي من الخدش ومن الإسفاف. فيعطي رسالتها قوة وتميز وحصانة.

واستطاعت أريج الحاج خريجة المسرح أن تثبت أنها قادرة على التوغل أكثر في فن التمثيل ولها أكثر من تجربة سواء في "صالون زهرة" أو مسلسل "دهب بنت الاوتيل" وأن تفرض نفسها خارج الإطار الكوميدي بل كممثلة تجيد لعب الدراما باحتراف.

يحسب لها أنها لم تقلد غيرها وقد وجدت لنفسها هوية خاصة بخطوط حمراء واضحة لا تتجاوزها. وعرفت كيف تسلك نحو نجومية التقليد والكوميديا كفنانة سيكون لها شأن فيما تقدمه.

 

يقرأون الآن