TRENDING
جوانا ملاح.. ارتكبت فعل الخيانة وهذا ما يشفع لها

جوانا ملاح

الصوت الذي لا يليق به البعد

هل تعود جوانا الملاح فالأسماع تنتظر هذه العودة. غابت وبقي السؤال أين هي صاحبة الصوت الخمري؟ إن خفُت بقي الحنين يعيد صداه. صوت قادم من مغاور الروح يلف سامعيه بروعة الإنصات.

لأمثالها لا يليق الغياب. يوم غنت كانت أغانيها تملأ الأرض. حب وشوق وتمايل للروح على نغمٍ يبقى طعمه في الذاكرة ولو خبا.

جوانا ملاح من تلك الأصوات التي تحملك نحو التجلي، في حنجرتها دفء وفي أدائها حضن. تسقط فيك كتعويذة حياة وتبقى هناك كمن يشرش للحب والسكينة.

صوت من الصعب أن تجد مثله أو يتكرر، مغادرته خيانة للفن والجمال. وغيابه يترك فراغاً لا يمكن أن يرممه إلا من هم من خامته. وهذه الخامة نادرة.

تعود بقصيدة من كلماتها تحمل أسم "أنا عربية" بطريقة مصورة، وبمرافقة موسيقية من تأليف الموسيقي جهاد عقل.

أظهرت في الفيديو كليب الذي اخرجه بيار جامو مشاهد تعبيرية بالكلمة والصورة عن الواقع الأليم الذي تعيشه فلسطين وغزة.

شقت طريقها يوم كانت الطرق وعرة

تفتحت بتلاتها الفنية في تسعينيات القرن الماضي، فهي من بيت فني بامتياز والدها الذي رحل باكراً كان يعمل مع الكبير بليغ حمدي. شاركت في برنامج استديو الفن عن الأغنية الفلكلورية وربحت الميدالية الذهبية ولم تكن بعد قد تجاوزت 19 سنة من عمرها.

لم يكن أهلها في البداية من مشجعي الانخراط في الفن فأمها باتت وحيدة وعليها تربية 4 أطفال جوانا هي الكبيرة بين أخوتها الثلاثة.  

صوتها لا يمكن أن يمر مرور الكرام دون أن تفتح له ساحات الفن. في نغمها شجو ورقة وفي بحتها ترداد لما بعد الصوت يخطف سامعيه نحو الخدر.

عرفت جوانا الملاح مكانتها في القرن الماضي فأسست لنفسها أسم من بريق حين كان البريق صعب.

عام 2006 مفصلاً لمسيرة ناجحة

قدمت خلال مسيرتها 6 البومات أربعة منهم ما قبل الالفية الثانية وتعاونت فيها مع كبرى شركات الإنتاج مثل روتانا ودارين وريناد وأخر ألبوم كان في عام 2006 مع شركة ميلودي يحمل اسم ح تفضل في قلبي. لم يكن التعاون مع هذه الشركة مثمراً كما يجب ففضت شراكتها معها بعد خلافات مع المنتج مروان جمال بسبب المماطلة والتأخير.

لتعود في عام 2008 لإصدار أغنية دينية بعنوان "الله يا رحمن" في شهر رمضان المبارك من كلمات أحمد ماضي، ألحان يحيى الحسن وتوزيع وسام الغزاوي غابت جوانا عن الساحة الفنية بعد العام 2008 حيث صرحت في إحدى اللقاءات أنها تعيش قصة حب، انتقلت بعدها للعيش خارج لبنان.

صاحبة أغنية "شيناناي" و"عليك عيني" و"أصعب قرار" و"ساكن روحي". تعاونت مع كبار الملحنين والشعراء والمخرجين أمثال مروان خوري وأحمد ماضي وطوني أبو جودة جاد شويري وميرنا خياط وباسم كريستو.

تطل كغيمة صيف تنعش ولا تبرد قيظا

باتت تطل نادراً كغيمة في صيف عند كل مناسبة كبيرة ففي عام 2011 عادت بأغنية منفردة بعنوان "العطاء" كلمات رولا حويك ولحنها ناجح الماجد صورتها بطريقة الفيديو كليب وهي أغنية تناشد فيها العالم من أجل أطفال الذين يعانون بسبب الحرمان والجوع.

ولم نعد نسمع منها، ابتعدت كلياً عن الساحة الفنية حتى نهاية أكتوبر عام 2020 عادت بنشيد تحت عنوان "عربية" كتبته في العام 2017 لكنها أطلقته بعد انفجار مرفأ بيروت وأخرجه بشير أسمر وعن قرارها المفاجئ بالابتعاد عن الساحة الفنيّة قالت: "بصراحة، فضلاً عن انتقال العائلة إلى أوروبا، مررتُ بظروف خاصّة وشخصيّة، ولهذا السبب اضطررتُ للابتعاد، ولكن ما أردّده دائماً هو أنّ الفنّ يمشي في عروقي ولن أتركه أبداً إلا إذا شعرتُ بأنّي لن أقدّم أي جديد."

 في شباط\فبراير 2022 أطلقت أغنية "أنت عود" من كلماتها وألحانها وانتاجها الخاص.  ثم عادت هذا العام لتقدم كليب لأغنيتها القديمة "أصعب قرار" من كلمات والحان سليم سلامة وإخراج ادونيس الخطيب. وكأن بهذه الاغنية شيء من رحلة الذات الأليمة حيث القرارات الصعبة تضعنا على المحك في الحياة.

 فهل تقدر جوانا ملاح أن تكسر البعد والانعزال بقرار صعب يعيدها مشرقة إلى ساحة اشتاقت لها وتعيد صوتها لجيل عرفها وقدّرها وجيل ينتظر التعرف على فنانة لا يأتي بمثلها الزمن دوماً. 

 

يقرأون الآن