إليسا ليست صورة تعلق على حائط الإغراء الرخيص، بل هي صاحبة أغنية "عايشلك" التي زنرت الالفية الثانية بوهج الصوت وحضور الإحساس وجعلت منها الرقم الصعب في الفن العالمي.
صاحبة الجوائز العالمية للموسيقى لعدة مرات تنتقد بسبب صورة.
رفيقة مشوار الانكسار
إليسا ليست صورة فوتوغرافية تعلق في الذاكرة، بل هي فنانة لبنان الأولى لهذا الزمن التي صنعت ذاكرة الحب وأمعنت في الإحساس حتى أصبنا بها.
هي رفيقة مشوار الانكسار عندما غنت يا "مرايتي"، وهي ترداد العشق الذائب في "تصدق بمين"، وهي "صاحبة رأي" التي تعرف كيف تواجه.
وهي الرقيقة منذ بداية الدرب في "بدي دوب" ، وهي المنكسرة في "أمري لربي" تعود إلى رب السموات مستنجدة من قهر وبؤس الحياة.
لا تحتاج إليسا إلى نجدة عندما تقع بين براثن العداء بل هي التي أنجدت وشفت الجميع بصوتها وإحساسها، وباتت أغانيها مرجعاً للروح والطرب.
براءة ذمة
لا تحتاج إليسا إلى براءة ذمة لا من خطيئة في الشكل ولا من وقعة في الفن. فهي التي رفعت الحلم في القلوب وبنت شواهق الفن لهذا الزمن. لو اعتكفت إليسا الآن، في زادها خبز يكفي طول الدهر وسيقال إنها بنت الفن في الفن.
هؤلاء الذين يجيدون خرط الروح وذبح التهذيب وتشويه اللياقة والتغميس في العيب، والضحك على خلق الله وتعييب الورد من خده الأحمر، والنجم من نوره.
هؤلاء زفر العصر وورم السوشال الميديا الذين جعل منهم حبراً أسوداً ينتشر أمام الأعين.
هؤلاء لهم اسم في العامية اسمه "الجعدنة"، والجعدنة تأتي أسفل الثرثرة وأوقحها وأمرها.
أسعد وحدة
هؤلاء الثرثارون لا يدركون أن اليسا "أسعد وحدة "، وصلت إلى قائمة بيلبورد العالمية بموسيقاها التي حملت رسائل اجتماعية، أو تلك التي حركت مشاعر مستمعيها أو متعتهم بإيقاعها الراقص.
هؤلاء أصحاب الصفحات الميتة المشبوهة، يحتاجون فطراً أسوداً حتى يعيشون. هؤلاء أنفسهم يعلقون السماد على الجذوع حتى ينبت فطرهم.
لا يرهب فنانة مثل إليسا هذا العيب المنتشر، فهي التي امتحنت عذابات الحياة وخرجت مشرقة. هي التي عاقرت المرض وقامت منتصرة. هي متمرنة على الصمود وعندها قدرة على التوازن والحماسة وتعرف ماذا تفعل حتى تكون بين المحلقين.
إليسا التي روت نفسها بنفسها تجيد لغة الاستغناء والصمت، وتصم عن شياطين الأفكار. فهي التي حطمت حصار الداخل، ونشرت فناً نفاخر به أمام العالم، لن تجزعها هذه الثرثرة.