بعد أن تحوّل تأخير العرض إلى مخاطرة إبداعية، برزت مقارنة غير عادلة بين مسلسلي "فرانكلين" (بطولة دانييلا رحمة ومحمد الأحمد) و "تحت سابع أرض" (بطولة تيم حسن).
فقد عادت الساحة الدرامية لتشهد جدلاً جديداً، وهذه المرة ليس حول الأداء أو النجوم، بل حول من سبق من في طرح فكرة مشوّقة تدور حول تزوير الدولارات في أجواء داكنة ومليئة بالغموض. إذ لاحظ عدد من المتابعين أوجه تشابه لافتة بين مسلسل "فرانكلين" الذي بدأ عرضه مؤخراً على نتفليكس، ومسلسل "تحت سابع أرض" الذي عُرض خلال شهر رمضان الماضي.
التشابه المثير للجدل
كلا العملين يغوص في عالم الجريمة المنظمة، وتحديداً تزوير العملات، حيث يقدّمان شخصيات رمادية، وأحداثاً مشحونة بالتوتر، وإيقاعاً بصرياً مشبعاً بالعتمة والخطر. هذه العناصر ليست مجرد خلفية، بل تشكل الجوهر الفني للقصة في العملين، ما جعل الكثيرين يتساءلون: هل نحن أمام مجرّد توارد أفكار؟ أم أن أحد الطرفين استلهم من الآخر دون إعلان؟
عن المسلسلين: اختلاف الإنتاج... وتشابه الطرح
"تحت سابع أرض": من إنتاج شركة الصباح، وقد تم تصويره وعرضه في موسم رمضان 2025. يضم نخبة من النجوم أبرزهم تيم حسن ومنى واصف، ويتميّز بجرأته في التناول الدرامي لقضية تزوير الدولار، مستعرضاً تبعاتها النفسية والجنائية، وسط حبكة مشوقة ومؤثرة.
ما أصعب الشعور عندما يأتي الغدر من القريب وليس من الغريب ?#تحت_سابع_أرضpic.twitter.com/MnIkf1VODS
— حَـياهٰ.||كود خصم نايس ون H99 (@Describe_9) March 1, 2025
"فرانكلين": من إنتاج شركة إيغل فيلمز، بطولة دانييلا رحمة ومحمد الأحمد، صُوّر قبل سنوات قبل مغادرة دانييلا الشركة، لكنه بقي حبيس الأدراج لأسباب غير معلنة، حتى بدأ عرضه أخيراً على منصة نتفليكس. المسلسل يتناول بدقة عالم تزوير العملة الأميركية، ويغوص في علاقات مافيوية معقّدة ضمن سردية غربية الطابع.
My Roman Empire ?#Franklin | #فرانكلين pic.twitter.com/o37Wnbwy84
— ???? (@ira_xb) May 18, 2025
سؤال مشروع: من سبق من؟
المؤكد أن "فرانكلين" تم تصويره قبل "تحت سابع أرض"، ما ينفي تماماً أن يكون اقتبس من الأخير. ولكن ما يُثير الجدل هو العكس: هل يمكن أن يكون صنّاع "تحت سابع أرض" قد اطّلعوا على فكرة "فرانكلين" خلال فترة تجميده الطويلة؟ أم أن الأمر لا يتعدى تقاطعاً عرضياً بين فكرتين لهما حضور شائع نسبياً في أدبيات الجريمة؟
في الحالتين، نحن أمام إشكالية أعمق تتعلق بخطورة تأجيل عرض الأعمال الجاهزة، وهو ما يُعرّضها، حتى دون قصد، لفقدان تفرّدها، أو لاحتمال التشابه مع أعمال لاحقة تُعرض أولاً.
الدراما في مرمى التكرار... والمشاهد هو الحكم
بعيداً عن فرضيات السرقة أو النية المبيّتة، تبقى الحقيقة أنّ المشاهد اليوم أكثر وعياً، وقادراً على التمييز بين اقتباس متعمّد وتقاطع إبداعي عفوي. ومع الانفتاح الواسع للمنصات العالمية، لم يعد بالإمكان دفن الأعمال المحلية في الأدراج، لأن التأخير لم يعد "أمراً فنياً"، بل مخاطرة استراتيجية حقيقية.