TRENDING
Reviews

اكتشاف 77 خطأً طبيًا في مسلسل “هاوس”: دراسة طبية تكشف الوجه الآخر للدراما

اكتشاف 77 خطأً طبيًا في مسلسل “هاوس”: دراسة طبية تكشف الوجه الآخر للدراما

رغم نجاحه الكبير وشعبيته الواسعة، لم يسلم المسلسل الطبي الشهير House M.D من التدقيق العلمي. فقد كشفت دراسة حديثة أجراها أطباء أعصاب من كرواتيا عن 77 خطأً طبيًا وقع فيها المسلسل عبر مواسمه الثمانية. هذا التحليل لا يستهدف الانتقاد بقدر ما يسلّط الضوء على الهوة بين الترفيه والطب الحقيقي، مؤكدًا أن الصورة الدرامية لا تعكس دائمًا الواقع السريري الدقيق.

دراسة علمية دقيقة لحلقات المسلسل الـ177

ثلاثة أطباء أعصاب هم دينيس سيريماغيتش، غوران إيفكيتش، وإرفينا بيليتش، من جامعة دوبروفنيك في كرواتيا، عكفوا على مراجعة وتحليل جميع حلقات المسلسل البالغ عددها 177، ضمن دراسة نشروها في مجلة Neurology Education.

قال سيريماغيتش في تصريح لموقع Live Science:

 "شاهدنا كل حلقة وسجّلنا التشخيصات والفحوصات والعلاجات، ثم قارناها بما يحدث في الواقع الطبي. لم يكن الهدف أن نكون متشددين، بل أن نقدّم شيئًا ممتعًا للأطباء والناس العاديين".

أبرز الأخطاء: تجاوزات مهنية وسلوكيات غير واقعية

أشارت الدراسة إلى مخالفات واضحة للواقع في ممارسات الدكتور هاوس وفريقه، منها:

استخدام العصا بشكل خاطئ: هاوس يستخدمها في الجهة السليمة من جسمه، وهو ما يتعارض مع المبادئ الطبية، لكنه يخدم الشكل البصري فقط.

الفريق الطبي يتجاوز اختصاصه: يُجري الأطباء إجراءات لا تدخل ضمن نطاق تخصصهم، مثل التنظير الداخلي والرنين المغناطيسي، دون الاستعانة بأخصائيين كما هو متّبع في الواقع.

لا وجود للمساءلة: لم تُظهر الحلقات أي محاسبة لهاوس رغم تعاطيه المخدرات، معاملته المهينة للمرضى، أو تشخيصه بناءً على بيانات تم الحصول عليها بطرق غير قانونية.

تبسيط مفرط للتحاليل والعلاجات

من بين الأخطاء الطبية الأخرى التي تم توثيقها في المسلسل:

استخدام جهاز زئبقي لقياس الضغط رغم أنه لم يعد يُستخدم حديثًا.

مساواة السكتة الدماغية بالنوبة القلبية، وهو خطأ طبي شائع وخطير.

حقنة واحدة تعالج نقص فيتامين B12، بينما يتطلب الأمر عادة خطة علاج طويلة.

الإيحاء بأن هناك علاجًا كيميائيًا موحدًا لجميع أنواع السرطان، في حين أن الواقع أكثر تعقيدًا.

ظهور نتائج تحاليل معقدة خلال ساعات، بينما تحتاج بعضها إلى أيام أو أسابيع.

رغم الأخطاء… الباحثون معجبون بالمسلسل

أكد الباحثون أنهم لا يكرهون المسلسل، بل على العكس تمامًا، فهم من المعجبين به. الغرض من الدراسة لم يكن التشهير أو تقليل القيمة الفنية، بل توعية الجمهور، وخاصة العاملين في المجال الطبي، بالمسافة بين الواقع وما يُعرض على الشاشة.

 "إنه مسلسل رائع، لكن الطب الحقيقي لا يعمل بهذا الشكل الدرامي"، يقول سيريماغيتش.

وأضاف ممازحًا: "في الحقيقة، وحدهم المتخصصون باتوا يلاحظون هذه الأخطاء الآن، لأن الدراما أصبحت أكثر إتقانًا".

نجاح وفشل

في عالم تهيمن عليه الشاشات، قد تصبح المسلسلات مصدرًا غير مباشر للمعلومة الطبية لدى الجمهور العام. لذلك، فإن مثل هذه الدراسات تساعد في التمييز بين الحقيقة والخيال، وتذكّرنا بأن "هاوس" قد يكون عبقريًا على الشاشة، لكن في الواقع… الطبيب لا يعمل وحده، ولا ينجو من العواقب الأخلاقية.

مسلسل House M.D نجح كدراما، لكنه فشل كمرآة دقيقة للممارسة الطبية. وبينما يُلهم الأطباء والطلاب، من المهم مشاهدة هذا النوع من الأعمال بعين نقدية، وعدم أخذ كل ما يُعرض على أنه "طب حقيقي".

يقرأون الآن