شارك روبرت دي نيرو في الترند الشائع الذي يقوم خلاله الرجال بالاتصال بأصدقائهم عشوائياً لمجرد قول "تصبح على خير". وعلى رغم أن هذا الترند يلقى رواجاً بين المستخدمين الشباب على المنصة، فإن ظهور أسطورتين حيّتين من عالم السينما، مثل دي نيرو ومارتن سكورسيزي، في هذه اللحظة، أثار تفاعلاً واسعاً.
يبدأ الفيديو باتصال هاتفي من دي نيرو، ليردّ عليه سكورسيزي، قائلاً: "مرحباً"، فيجيبه دي نيرو ببساطة: "اتصلت لأقول تصبح على خير". يردّ سكورسيزي، وقد بدا عليه بعض الارتباك: "حسناً"، فيتابع دي نيرو قائلاً: "نم هانئاً"، بجدّيته المعهودة التي تميز أداءه. ثم يقترح مكالمة عبر الفيديو قائلاً: "سأجري مكالمة فيديو، هل ترغب في ذلك؟"، فيردّ سكورسيزي بضحكة متوترة: "نعم، بالتأكيد".
وعندما تبدأ مكالمة الفيديو، يحييه سكورسيزي مجدداً بقوله: "مرحباً"، ويسأله: "ما الذي تفعله؟"، فيُريه دي نيرو شاشة التلفز يون قائلاً: "أشاهد هذا"، ويقلب الكاميرا ليكشف أنه يشاهد برنامج الأطفال "ذا ويغلز".
يبتسم سكورسيزي قائلاً: "رائع، هذا جيد جداً". ثم يقول دي نيرو إنه سيلتقيه في الغد، ويتفقان على الموعد: "نعم، أراك في حدود الساعة السادسة والربع تقريباً". وقبل إنهاء المكالمة، يختم دي نيرو حديثه بعبارة لطيفة: "نم جيداً، عزيزي"، ويبعث له بقبلة، فيرد عليه سكورسيزي بمحبة قائلاً: "شكراً، يا حبيبي، وداعاً"، ويضحك قبل أن يُنهي الاتصال.
Robert De Niro does the goodnight call trend on Martin Scorsese
— DiscussingFilm (@DiscussingFilm) June 6, 2025
“He calls 4 times then you finally pick up, realize it’s him and he goes ‘hey how you doing, I’ll see you tomorrow right okay!’” pic.twitter.com/E9JV7M99KG
ظهر سكورسيزي متوتراً، بينما حافظ دي نيرو على جديته المعهودة، كأنهما يؤديان مشهداً كوميدياً. لقد أضفى الانسجام العفوي بينهما والمودة وروح الدعابة، طابعاً مميزاً على الفيديو، جعله لحظة خالدة ومرحة.
وبعد انتهاء المكالمة، أعاد سكورسيزي تمثيل ما جرى أمام من كان يصوّره، مقلداً دي نيرو وهو يتصل مراراً قبل أن يُجيب عليه أخيراً: "يتصل أربع مرات، ثم ترد عليه، فتدرك أنه هو، فيقول: "كيف حالك؟ أراك غداً، صحيح؟"، ويضحك أثناء ذلك. فيشرح له الشخص خلف الكاميرا أن ما حدث هو جزء من ترند رائج على "تيك توك"، ما أثار دهشة المخرج.
العلاقة بين روبرت دي نيرو ومارتن سكورسيزي تتجاوز حدود التعاون المهني، فهي صداقة متينة امتدت عقوداً. تعرّف الاثنان إلى بعضهما في سن المراهقة بمدينة نيويورك، غير أن الروابط الحقيقية بدأت حين شاهد دي نيرو فيلم سكورسيزي "Who's That Knocking at My Door"، فاختاره لاحقاً لبطولة فيلم "Mean Streets" عام 1973، ليشكّل ذلك انطلاقة سلسلة من التحف السينمائية مثل "Taxi Driver"، و"Raging Bull"، و"Goodfellas"، و"Casino"، و"The Irishman".
وقد عبّر كلاهما مراراً عن تقديره العميق للآخر، فدي نيرو أشاد بالحرية التي يمنحه إياها سكورسيزي في تجسيد الشخصيات، بينما أثنى سكورسيزي على التزام دي نيرو، وعمق بحثه، وشغفه بكل دور يؤديه. لقد كبرا معاً فنياً وإنسانياً، وتعززت صداقتهما مع مرور الوقت، لتصبح علاقة تتجاوز أضواء الشهرة، كما ظهر جلياً في هذا الفيديو العفوي والمفعم بالدفء.
النهار