من أفلام الغرب الأميركي الكلاسيكية إلى الوثائقيات الجريئة وكوميديا البيسبول الدافئة، اختار كتّاب صحيفة الغارديان مجموعة من أفضل أفلام عام 2025 التي مرّت بعيداً عن الأضواء، رغم تميزها الفني والإنساني، وقدرتها على ترك أثر عميق لدى من شاهدها.
إندليس كوكي- Endless Cookie
وثائقي كندي برسوم متحركة بسيطة، يروي علاقة أخوين غير شقيقين من عالمين مختلفين، ويغوص بهدوء في قضايا الصدمات المتوارثة والعنف المؤسسي داخل مجتمعات السكان الأصليين. فيلم مؤثر يستمد قوته من التفاصيل الصغيرة وروح الدعابة وسط واقع قاسٍ.

الثالوث الشرير- The Unholy Trinity
فيلم غرب أميركي منخفض الميزانية، لكنه غني بالتشويق والحبكة المتماسكة، يجمع بيرس بروسنان وصامويل إل جاكسون في مواجهة غير تقليدية، ضمن قصة انتقام مليئة بالمناظر الطبيعية والحوارات الحادة، بعيداً عن ضجيج هوليوود المعتاد.
ورغم أن الفيلم يسوق لأسماء ثقيلة مثل بيرس بروسنان وصامويل إل جاكسون، إلا أن البطولة الحقيقية تذهب للوجه الشاب براندون ليسارد. يؤدي ليسارد دور شاب يطارد الانتقام لمقتل والده، ليجد نفسه وسط صراع محتدم بين عمدة حسن النية (بروسنان) وشريك قديم لوالده غامض النوايا (جاكسون).

العودة إلى الوطن- Homebound
دراما بوليوودية مؤثرة من إنتاج مارتن سكورسيزي، تسرد صداقة شابين من خلفيتين دينيتين وطبقيتين مختلفتين في الهند، قبل أن تقلب الجائحة حياتهما رأساً على عقب، في فيلم صادق عن الأمل والخذلان والانتماء.

سرقة هاملت الكبرى- Grand Theft Hamlet
وثائقي مبتكر يعيد تقديم مأساة شكسبير داخل عالم لعبة "GTA Online"، خلال فترة إغلاق كورونا. عمل إنساني مؤثر عن العزلة، والصداقة، وقوة الفن في أحلك الظروف، لا يخلو من لحظات كوميدية عبثية.

صلاة صغيرة- A Little Prayer
دراما عائلية هادئة لكن عميقة، تتناول علاقة إنسانية نادرة وغير معتادة في السينما، علاقة تربط الأب (ديفيد ستراثيرن) بزوجة ابنه (جين ليفي). يبدع ستراثيرن في تجسيد دور الأب الذي تضربه الشكوك حول تربيته وقيمه بعد اكتشافه خيانة ابنه لزوجته، بينما تقدم ليفي أداءً مذهلاً يفيض بالمشاعر.

الحب، بروكلين- Love, Brooklyn
رغم فشله التجاري في شباك التذاكر، يُقدم فيلم "Love, Brooklyn" للمخرجة راشيل هولدر تجربة بصرية وشاعرية تعيد الاعتبار للأفلام المستقلة التي تُكتشف بالصدفة وتترك أثراً عميقاً. وتدور أحداث الفيلم في إطار درامي رومانسي حول "روجر" (أندريه هولاند) الذي يتخبط في مشاعره بين حبيبته "نيكول" (ديواندا وايز) وصديقته "كيسي" (نيكول بيهاري)، وسط ضغوط عمله الصحفي. ويبرز روي وود جونيور في دور الصديق المقرب ليضفي لمسة كوميدية متوازنة على العمل.

إيفوس- Eephus
فيلم رياضي إنساني يدور حول مباراة بيسبول أخيرة على ملعب آيل للسقوط، يتحول إلى تأمل في الزمن، والموت، ومحاولات الإنسان تأجيل النهاية.

أغانٍ من الزنزانة- Songs from the Hole
وثائقي نتفليكس المؤلم والمُلهم عن السجن والموسيقى والتسامح، يروي قصة سجين محكوم بالمؤبد، ويقدم واحداً من أصدق الأفلام عن الأمل الإنساني في وجه نظام قاسٍ وغير رحيم.
الفيلم ليس مجرد توثيق، بل هو ألبوم بصري مستوحى من كلمات وأشعار كتبها السجين "جيه جيه" خلال سنوات حبسه المنفرد. يحول العمل تلك المعاناة إلى تجربة فنية نابضة، تستعرض القسوة التي تعرض لها والظروف التي صاغت حياته.
تصل ذروة الفيلم في مشهد ختامي "مذهل" يجمع بين "جيه جيه" وقاتل أخيه. في هذه المواجهة، تتجلى قدرة الإنسان الفائقة على التعاطف والتسامح، في تضاد صارخ مع نظام السجون الذي يتجاهل هذه القيم الإنسانية النبيلة.

وتخلص الغارديان إلى أن هذه الأفلام، رغم تواضع انتشارها، شكّلت نبضاً سينمائياً مختلفاً في عام صعب، وقدّمت للمشاهد ما هو أبعد من الترفيه: الأمل، والصدق، والإنسانية.